تاريخ النشر: 28/07/2020, 17:35
♱ الثّلاثاء ٨ بعد العنصرة ♱ ♱ الثّلاثاء ٨ من متى ♱ ♱ الْقِدِّيسُونَ بْرُوخُورُسُ وَنِيكانُورُ وَتِيمُنُ وَبَرْمِيناسُ الشَّمامِسَةُ ♱ ♱ القدّيسة إيريني (سلام) خريسوفلاندي الكبادوكيّة ♱ ♱ القدّيس الشّهيد أكاكيوس الصّغير ♱ ♱ القدّيس الشّهيد إفستاثيوس أنقرة ♱ ♱ القدّيس بولس كسيروبوتامو مؤسّس ديرَي كسيروبوتامو والقدّيس بولس في جبل آثوس ♱ ♱ القدّيس دروسيس الشّهيد ♱ ♱ القدّيس شمشون أسقف دول Bretagne الفرنسيّة ♱ ♱ القدّيسون الشّهداء الرّوس الجدد باسيل إيريكاييف ورفقته ♱ ♱ القدّيس الجديد في الشّهداء خريستوذولوس كاسندرا ♱
♱ يُسمَحُ فيه بجميعِ أنواعِ المآكلِ♱
✤ الرِّسَالَةُ اليَوْمِيَّةُ الأُولَى ✤
✤ لِلْقِدِّيسِين الشَّمامسة ✤
✤ فصل من أعمال الرّسل القديسين الأطهار: (أع ٦: ١ – ٧).
الأَصْحَاحُ السَّادِسُ
1- فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لَمَّا تَكَاثَرَ التَّلاَمِيذُ، حَدَثَ تَذَمُّرٌ مِنَ الْيُونَانِيِّينَ عَلَى الْعِبْرَانِيِّينَ أَنَّ أَرَامِلَهُمْ كُنَّ يُغْفَلُ عَنْهُنَّ فِي الْخِدْمَةِ الْيَوْمِيَّةِ. 2فَدَعَا الاثْنَا عَشَرَ جُمْهُورَ التَّلاَمِيذِ وَقَالُوا: «لاَ يُرْضِي أَنْ نَتْرُكَ نَحْنُ كَلِمَةَ اللهِ وَنَخْدِمَ مَوَائِدَ. 3فَانْتَخِبُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ سَبْعَةَ رِجَال مِنْكُمْ، مَشْهُودًا لَهُمْ وَمَمْلُوِّينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَحِكْمَةٍ، فَنُقِيمَهُمْ عَلَى هذِهِ الْحَاجَةِ. 4وَأَمَّا نَحْنُ فَنُواظِبُ عَلَى الصَّلاَةِ وَخِدْمَةِ الْكَلِمَةِ». 5فَحَسُنَ هذَا الْقَوْلُ أَمَامَ كُلِّ الْجُمْهُورِ، فَاخْتَارُوا اسْتِفَانُوسَ، رَجُلاً مَمْلُوًّا مِنَ الإِيمَانِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ، وَفِيلُبُّسَ، وَبُرُوخُورُسَ، وَنِيكَانُورَ، وَتِيمُونَ، وَبَرْمِينَاسَ، وَنِيقُولاَوُسَ دَخِيلاً أَنْطَاكِيًّا. 6اَلَّذِينَ أَقَامُوهُمْ أَمَامَ الرُّسُلِ، فَصَلُّوا وَوَضَعُوا عَلَيْهِمِ الأَيَادِيَ. 7وَكَانَتْ كَلِمَةُ اللهِ تَنْمُو، وَعَدَدُ التَّلاَمِيذِ يَتَكَاثَرُ جِدًّا فِي أُورُشَلِيمَ، وَجُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ الْكَهَنَةِ يُطِيعُونَ الإِيمَانَ.
✤ الرِّسَالَةُ اليَوْمِيَّةُ الثَّانِيَةُ ✤
✤ للثّلاثاء ٨ بعد العنصرة ✤
✤ فصل من رسالة القديس بولس الرّسول الأولى إلى أهل كورنثوس: (١كو ١٠: ٥ - ١٢)
الأصحَاحُ العَاشِرُ
5- يَا إِخْوَةُ، إِنَّ آبَاءَنَا بِأَكْثَرِهِمْ لَمْ يَرضَ اللهُ عَنْهُم، فَإِنَّهُمْ صُرِعُوا فِي الْقَفْرِ. 6وَهذِهِ الأُمُورُ حَدَثَتْ مِثَالاً لَنَا، حَتَّى لاَ نَكُونَ نَحْنُ مُشْتَهِينَ شُرُورًا كَمَا اشْتَهَى أُولئِكَ. 7فَلاَ تَكُونُوا عَبَدَةَ أَوْثَانٍ كَمَا كَانَ أُنَاسٌ مِنْهُمْ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ:«جَلَسَ الشَّعْبُ لِلأَكْلِ وَالشُّرْبِ، ثُمَّ قَامُوا لِلَّعِبِ». 8وَلاَ نَزْنِ كَمَا زَنَى أُنَاسٌ مِنْهُمْ، فَسَقَطَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ ثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا. 9وَلاَ نُجَرِّبِ الْمَسِيحَ كَمَا جَرَّبَ أَيْضًا أُنَاسٌ مِنْهُمْ، فَأَهْلَكَتْهُمُ الْحَيَّاتُ. 10وَلاَ تَتَذَمَّرُوا كَمَا تَذَمَّرَ أَيْضًا أُنَاسٌ مِنْهُمْ، فَأَهْلَكَهُمُ الْمُهْلِكُ. 11فَهذِهِ الأُمُورُ جَمِيعُهَا أَصَابَتْهُمْ مِثَالاً، وَكُتِبَتْ لإِنْذَارِنَا نَحْنُ الَّذِينَ انْتَهَتْ إِلَيْنَا أَوَاخِرُ الدُّهُورِ. 12إِذًا مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ قَائِمٌ، فَلْيَنْظُرْ أَنْ لاَ يَسْقُطَ.
✤ الإنجيل اليوميّ ✤
✤ للثّلاثاء ٨ من متّى ✤
✤ فصل شريف من بشارة القديس مَتَّى: (مت 16: 6 – 12).
الأَصْحَاحُ السَّادِسُ عَشَر
6- قَالَ الرَّبُّ لِتَلامِيذِه: «انْظُرُوا، وَتَحَرَّزُوا مِنْ خَمِيرِ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ». 7فَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ قَائِلِينَ:«إِنَّنَا لَمْ نَأْخُذْ خُبْزًا». 8فَعَلِمَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:«لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ فِي أَنْفُسِكُمْ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ أَنَّكُمْ لَمْ تَأْخُذُوا خُبْزًا؟ 9أَحَتَّى الآنَ لاَ تَفْهَمُونَ؟ وَلاَ تَذْكُرُونَ خَمْسَ خُبْزَاتِ الْخَمْسَةِ الآلاَفِ وَكَمْ قُفَّةً أَخَذْتُمْ؟ 10وَلاَ سَبْعَ خُبْزَاتِ الأَرْبَعَةِ الآلاَفِ وَكَمْ سَّلاً أَخَذْتُمْ؟ 11كَيْفَ لاَ تَفْهَمُونَ أَنِّي لَيْسَ عَنِ الْخُبْزِ قُلْتُ لَكُمْ أَنْ تَتَحَرَّزُوا مِنْ خَمِيرِ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ؟» 12حِينَئِذٍ فَهِمُوا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ أَنْ يَتَحَرَّزُوا مِنْ خَمِيرِ الْخُبْزِ، بَلْ مِنْ تَعْلِيمِ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ.
✥ السِّنْكسَار ✥
✥ القدّيس دروسيس الشّهيد: ألقي لإيمانه بالمسيح في حفرة يذاب فيها الذهب فقضى. ولعله إياه القديس دروسيس الأنطاكي المعيد له في 22 أيار.
✥ القدّيس شمشون أسقف دول Bretagne الفرنسيّة (القرن 6م): له إكرام جزيل في Bretagne الفرنسية وإيطاليا. ترهّب وتسقّف. راعٍ ومبشّر ومؤسِّس العديد من الأديرة. اشترك في المجمع الفرنسي الثَّانِـي (٥٦١ - ٥٦٧م).
✥ القديس موسى الكييفي (القرن 14م): عاش القدّيس موسى حبيسًا في لافرا الكهوف خلال القرن الرابع عشر للميلاد. حمل سيرًا من حديد وصليبًا ثقيلاً. كان يمضي أكثر وقته في التسبيح والسجود إلى الأرض. بلغ اللاهوى وأسبغت عليه نعمة صنع العجائب. كان الهمّ الأساس للقدّيس بيتيريم خلاص نفوس سامعيه، لذلك اهتمّ بالتعليم في الكنيسة وفي البيوت وفي دار الأسقفيّة. اعتنى بتنشئة الكهنة مقدّمًا نقسه مثالاً صالحًا. بنى الكنائس وديرًا للرجال وآخر للنساء. رقد بسلام سنة 1798 ودفن في كاتدرائيته.
✥ القدّيس الشّهيد أكاكيوس الصّغير (القرن 4 م ): عاش القدّيس أكاكيوس في زمن ليسينيوس قيصر. كان حدثًا لما جاهر بمسيحيّته. أوقف وعذّب. جعلوه يركض وراء الحاكم وهو على صهوة جواده. بلغ آفاميا وأبولونياس, أدخل معبد الأوثان فقلبها بصلاته. ألقي لأسد جائع فلم يمسّه بأذى. قطع رأسه ودفن في سينادة.
✥ القدّيس الشّهيد إفستاثيوس أنقرة: كان القدّيس إفستاثيوس جنديًّا في الجيش الروماني في غلاطية، لم يتورّع عن المجاهرة بإيمانه المسيحي فاجتذب عددًا كبيرًا من الوثنيين إلى الايمان المسيحي، مما أدّى إلى المثول أمام كورنيليوس، حاكم أنقرة، فاعترف بجرأة بالمسيح. عرض عليه الحاكم كرامات وهدايا إن هو عاد عن إيمانه فرفض التخلي عن غيمانه مما أثار حفيظة الحاكم فطلب تعذيبه وتمّ إعدامه ووري الثرى في أنقرة وصار أحد شفعائها.
✥ القدّيسون الشّهداء الرّوس الجدد باسيل إيريكاييف ورفقته (+1937م): هؤلاء قضوا للمسيح خلال الحقبة الشيوعية. وهم بالإضافة إلى باسيل إيريكاييف الذي كان كاهنًا راهبًا: أناستاسيا كماييفا (راهبة)، هيلانة أستاشيكينا، الحارث أيريمكين، يوحنا لوماكين، يوحنا ميلاشكين، مورا مويسيفا، يوحنا سلمانوف.
✥ الْقِدِّيسُونَ بْرُوخُورُسُ وَنِيكانُورُ وَتِيمُنُ وَبَرْمِيناسُ الشَّمامِسَةُ (القرن ١): كانَ بْرُوخُورُسُ وَنِيكانُورُ وَتِيمُنُ وبَرْمِيناسُ تَلامِيذَ الرُّسُلِ الِاثْنَيْ عَشَرَ، وَأُحْصُوا فِي عِدادِ السَّبْعِينَ. يُشْهَدُ لَهُمْ أَنَّهُمْ مَمْلُوؤُونَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَالْحِكْمَةِ (أع 3: 6). اُخْتِيرُوا شَمامِسَةً، وَهُمْ مِنَ السَّبْعَةِ الَّذِينَ أَوَّلُهُمُ الْقِدِّيسُ إِسْتِفانُوسُ، أَوَّلُ الشُّهَداءِ. الْغَرَضُ مِنْ تَعْيِينِهِمْ كانَ تَأْمِينَ الْخِدْمَةِ الْمادِّيَّةِ لِلْجَماعَةِ الرَّسُولِيَّةِ. لَمَّا كَفُّوا عَنْ أَداءِ خِدْمَةِ الْمَوائِدِ لِلْأَرامِلِ وَالْفُقَراءِ فِي أُورَشَلِيمَ، خَرَجَ بْرُوخُورُسُ كارِزًا بِالْإِنْجِيلِ، واضِعًا نَفْسَهُ فِي خِدْمَةِ التِّلْمِيذِ الْحَبِيبِ، الْقِدِّيسِ يُوحَنَّا اللَّاهُوتِيِّ. عَلَيْهِ أَمْلى الْقِدِّيسُ يُوحَنَّا إِنْجِيلَهُ وَرَسائِلَهُ وَسِفْرَ الرُّؤْيا، وَمَعًا كابَدا كُلَّ أَنْواعِ التَّجارِبِ وَالْمِحَنِ لِأَجْلِ ٱسْمِ الْمَسِيحِ. ثُمَّ بَعْدَ رَحِيلِ الْقِدِّيسِ يُوحَنَّا إِلى السَّماءِ، صارَ بْرُوخُورُسُ، كَما قِيلَ، أُسْقُفًا عَلى نِيقُومِيذِيَةَ. اِهْتَمَّ بِإِصْلاحِ السُّكَّانِ هُناكَ، وَكانُوا عَبِيدًا لِأَهْوائِهِمْ. عَلَّمَهُمْ، بِمُثابَرَةٍ وَوَداعَةٍ، أَلَّا يُخْضِعُوا الْأَعْلى لِلْأَدْنى، أَيِ النَّفْسَ لِلْجَسَدِ، بَلْ، عَلى الْعَكْسِ، أَنْ يَسُوسُوا الْجَسَدَ بِالْعَقْلِ الصَّائِبِ وَالْحُكْمِ السَّلِيمِ لِلنَّفْسِ الْمُنَقَّاةِ بِالتَّوْبَةِ. بِهٰذِهِ الْمُهِمَّةِ ٱسْتَكْمَلَ بْرُوخُورُسُ مَسِيرَهُ عَلى الْأَرْضِ، وَٱنْضَمَّ إِلى الْقِدِّيسِ يُوحَنَّا فِي جَماعَةِ الْأَبْكارِ. أَمَّا الْقِدِّيسُ نِيكانُورُ، فَٱسْتَوْدَعَ اللهَ رُوحَهُ فِي الْيَوْمِ عَيْنِهِ الَّذِي قَضى فِيهِ رَفِيقُهُ فِي الشُّمُوسِيَّةِ، الْقِدِّيسُ إِسْتِفانُوسُ، رَجْمًا بِأَيْدِي الْيَهُودِ. وَقَدْ لاقَ بِالْحَقِيقَةِ أَنْ يَجِدَ هٰذانِ الْمَغْبُوطانِ، الْمُتَّحِدانِ بِمَحَبَّةِ الْمَسِيحِ، الرَّاحَةَ فِي الْيَوْمِ عَيْنِهِ. أَمَّا الْقِدِّيسُ بَرْمِيناسُ، فَتَكَفَّلَ، طِيلَةَ حَياتِهِ، بِخِدْمَةِ الرُّسُلِ، وَصارَ مَرْضِيًّا لِلْمَسِيحِ وَقِدِّيسِيهِ. أَسْلَمَ رُوحَهُ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ الْحَيِّ إِثْرَ مَرَضٍ أَلَمَّ بِهِ، وَكانَ الرُّسُلُ مَنْ وارَوْهُ فِي الثَّرى. أَمَّا الْقِدِّيسُ تِيمُنُ، فَٱهْتَمَّ بِحاجاتِ الرُّسُلِ بِمَعِيَّةِ الْقِدِّيسِ إِسْتِفانُوسَ. صارَ أُسْقُفًا، فِيما بَعْدُ، عَلى بُصْرى فِي الْعَرَبِيَّةِ. خاضَ هُناكَ حَرْبًا فائِقَةً لِلْكِرازَةِ بِالْإِنْجِيلِ، وَأَتى بِعَدَدٍ كَبِيرٍ مِنَ الْوَثَنِيِّينَ إِلى الْإِيمانِ. بَعْضُ الْبَرابِرَةِ أَسْخَطَتْهُمْ نَجاحاتُهُ، فَقَبَضُوا عَلَيْهِ، وَجَلَدُوهُ، وَأَهْلَكُوهُ بِالنَّارِ.
✥ القدّيس الجديد في الشّهداء خريستوذولوس كاسندرا (+1777م): القدّيس خريستوذولوس من جزيرة كاسندرا، كان خيّاطًا متدرّبًا في تسالونيكي. رأى مسيحيًّا بلغاريًّا يومًا قد اقتبل الإسلام فانتحب على خسارة نفسه وقرّر أن يقرّب نفسه شهيدًا. اعترف بخطاياه ثمّ خرج إلى الشارع والصليب في يده. دخل مقهى كان المرتدّ وبعض الإنكشارية يحتفلون فيه بخيانته محدثين جلبة عظيمة. مدّ له خريستوذولوس الصليب ليقبّله سائلاً إياه لماذا أنكر المسيح المخلّص، فانقضّى عليه رجال الإنكشارية وضربوه وجرّروه مدمّى إلى أمام القاضي الذي عرض عليه الإسلام فبادره خريستوذولوس بأن عرض عليه أن يصبح مسيحيًّا فحُكم عليه بالموت شنقًا. مثل بعد ذلك امام القاضي فجلدوه واستاقوه إلى موضع الإعدام، في الطريق سأل المسيحيّين الذين التقاهم الصفح وجرى شنقه في 28 تمّوزفي العام 1777م أمام باب كنيسة القدّيس ميناس. عروّه وتركوه معروضًا لعيون المارة وصليبه مشكوك في عنقه. فلمّا واروه الثرى جرت به أشفية عدّة.
✥ القدّيسة إيريني (سلام) الكبادوكيّة (القرن 9م): وُلِدَت في كبادوكية حوالي العام 830م بعد وفاة الإمبراطور ثيوفيلوس عدو الأيقونات، من عائلة غنيّة ونبيلة. كان والدها قائداً في الجيش أما والدتها فقد توُفيَت عندما كنت ايريني في الثالثة من عمرها وأختها كالينيكي في السادسة. احتضنَتهما عمّتهما صوفيا وربّتهما على الفضيلة والأخلاق الحسنة وعوّضتهما الحنان والعطف وكان لها أكبر الأثر في تهذيب نفسيهما وعلّمتهما المحبة وخاصة محبّة الله. كبرَت كالينيكي وأصبحت فائقة الجمال ومملوءة حيويّة فأُعجب بها أخو الإمبراطورة ثيودورة وتزوجها وانتقلَت لتعيش معه في القسطنطينيّة. أمّا ايريني فكانت هادئة حسّاسة تميل إلى حياة الوحدة والعزلة مُزينةً نفسها بالفضائل وكانت تحصر كل اهتمامها بالعناية بالفقراء والمحتاجين والبؤساء تزورهم برفقة عمّتها صوفيا. كما كانت دائمة التردّد على الأديار في منطقتها وخاصة دير الأربعين شهيد للنساء حيث كانت تسترشد لدى الأب سيسينيوس الّذي له الفضل الكبير في تقدّمها الروحي. بلغَ مسامع الإمبراطورة محاسن وأخلاق ايريني وجمالها، فرغبَت بها زوجةً لابنها الملك ميخائيل وأرسلَت لها العربات الملكيّة لتُحضرها إلى البلاط. في الطريق طلبَت أن تزور الأب البار يوانيكوس الّذي ينسك في جبل الأولمبوس، وعندَ وصولها إلى صومعته بادرها بالسلام قائلاً: أهلاً وسهلاً بأمَة الله ايريني التي لن تصبح زوجةً للملك بل رئيسةً لدير خريسوفلاندو الّذي ينتظرها. دهشَت ايريني لهذا الكلام وانذهلَت، فكيف لهذا الأب أن يعرفها ويعرف قصتها. بعد نهاية لقاءها بالأب يوانيكوس واصلَت ايريني سفرها إلى القسطنطينيّة وقبل الوصول إليها علمَت أنَ الملك ميخائيل قد ارتبطَ بواحدة أخرى غيرها قبل أيام. ولكنّها واصلَت طريقها وحين وصولها استقبلتها الإمبراطورة استقبالاً حسناً وأقامت في البلاط الملكي وأصبحت صديقة لتقلا ابنة الإمبراطورة التي رافقتها في كلّ زياراتها للأديرة والكنائس المحيطة. وأكثر ما أحبّت كان دير رؤساء الملائكة في منطقة خريسوفلاندو الّذي أقامت فيه يومين اطلّعَت خلالهما على نظامه وطريقة عيش الراهبات فيه، وفاتحت رئيسة الدير برغبتها بالانضمام إليه فطلبت منها الرئيسة موافقة والدها نظراً لصغر سنّها. رفضَ والدها رفضاً قاطعاً التحاقها بالدير إذ كان راغباً بتزويجها. مرضت ايريني مرضاً شديداً وقطعَ الأطباء كلّ أملٍ في شفاءها، ركعَ والدها وصلّى وطلبَ شفاعة العذراء واعداً أن يأخذها بيده إلى الدير. فكان أن تعافت وعادت إليها صحتها. وفي يوم عيد الصليب ذهبت إلى الدير وأدخلتها الرئيسة إلى الكنيسة وألبستها ثوب الابتداء بوجود والدها. عاشت ايريني في الدير ممارسةً أسمى أنواع الفضائل وظهرَ تواضعها في كل تصرّفاتها منذ أيامها الأولىَ وطاعتها لرئيستها وأخواتها في الدير. أحبّت الاقتداء بالقدّيس أرسانيوس في صلاته من غياب الشمس إلى الصباح. وبنعمة الله صارت تقف وتمد يديها في الصلاة ليلَ نهار. جاهدت بإدراك وإحساس ووعي كي لا تطالها أحابيل إبليس وحيله فضاعفت نسكها وزادت صلواتها. حين توفيَت رئيستها انتخبتها راهبات الدير رئيسة عليهن بموافقة البطريرك القدّيس مثوديوس رغم معارضتها. فعاشت كملاك أرضي وتلّقت من الحكمة ما مكنّها من اقتياد نفوس عديدة على درب الخلاص. لم تشأ أن تعتبرها الأخوات معلّمة لهنّ بل واحدة منهنّ موضوعة للخدمة، فقادت قطيعها بوداعة وصبر ومحبة. حظيت من الله بهبة الرؤيا فكانت تستدعي الأخوات وتكشف لهنّ أفكارهنّ العميقة العقيمة وبتمييز تساعدهنّ على التنّقي أمام الله. قصدَها الكثيرون من مختلف الطبقات لتلّقي إرشاداتها والركون إلى صلواتها فعلّمتهم التوبة والهداية. وبفضل روح النبوّة هذه أجرَت عدداً كبيراً من العجائب، فأنبأت باغتيال ميخائيل الثالث، وشَفَت ممسوسين بمساعدة القديس باسيليوس والقدّيسة أناستاسيا. شاهدتها إحدى الراهبات ذات ليلة وهي مرتفعة عن الأرض مسافة متر تقريباً تنحني أمامها شجرتا سرو باسقتان، ولم تعودا إلى طبيعتهما إلاّ بعد أن باركتهما القدّيسة ورسمَت عليهما إشارة الصليب. وفي اليوم التالي ربطَت الراهبة رأس الشجرتين بمنديل لتبرهّن للراهبات صحة الخبر الّذي روته لهنّ وفعلاً شاهدَت الراهبات المنديل مربوطاً في أعلى الشجرتين فتعجبنّ جداً لأنّه من المستحيل الوصول إلى أعلى الشجرتين لربطهما بسبب علوهنّ الشاهق فتأكدنّ من صحة قول الراهبة من أنّ الشجرتين كانتا تنحنيان عندما تبدأ القدّيسة صلاتها. بلغت القدّيسة ايريني سنّ الثالثة بعدَ المئة وكانت تحتفظ بنضارتها وجمالها الجسديّ اللذين يعكسان جمالها الروحي. أنبأها ملاكها الحارس بموعد مغادرتها هذه الحياة الفانية، فاستعدّت لذلك واستدعت أخواتها الراهبات وعيّنت لهنّ رئيسة اختارها الله لتخلفها. وفي اليوم الموعود تناولت جسد المسيح واستودعَت الرب الإله روحها. تمّ دفنها في كنيسة القدّيس الشهيد ثيودوروس وأصبح ضريحها مزاراً لكل مَن يبغي شفاءً وهو يُصدر عطراً زكياً شاهداً على الحظوة التي اقتنتها لدى الله. ولا زالت إلى اليوم تتدّخل من أجل خير الطالبين شفاعتها وبركتها. تعيّد لها الكنيسة في اليوم الثامن والعشرين من شهر تموز، صلواتها وشفاعتها لتحفظنا كلّ حين.
✥ القدّيس بولس كسيروبوتامو مؤسّس ديرَي كسيروبوتامو والقدّيس بولس في جبل آثوس (القرن 10م): كما قيل، هو ابن الأمبراطور ميخائيل الأول رانغابي وبروكوبي ابنة الأمبراطور نيكيفوروس الأوّل. سُمِّي في المعمودية بروكوبيوس. لما أُطيحَ بميخائيل الأوّل جَرَى خصيُه بأمر المغتصب لاون الأرمني. انكبّ منذ فتوّته، على دراسة الكتب المقدّسة وتأليف الأناشيد المقدسة. ذاع صيته لعلمه حتى لُقِّب بـ "قنصل الفلاسفة". رغبة قلبه العميقة كانت أن يترك ملذّات العالم والغنى والمجد ليتبع الطريق الذي اختطه الآباء القديسون. أخيرًا، حزم أمره فاستبدل ثيابه الثمينة بثياب متسوّل وخرج من العاصمة سرّاً طالبًا الجبل المقدّس - آثوس. أقام بقرب دير يُعرَف اليوم بـ كْسيروبوتامو ksiropotamo ، سبق أن أسّسته الأمبراطورة بوليخاريا، لكِنَّ غزوة عربيّة هدّته. بنى لنفسه هناك قلاّية صغيرة يمضي فيها نهاريه ولياليه في الصلاة المتواترة، وكان يُقيم، قريباً منه، ناسك قديس اسمه قوزما رهبَنَه وأعطاه اسم بولس. مذ ذاك أقبل، بحميّة مضاعفة، على كل جهادات الفضيلة. يصوم ويصلّي كملاك لا جسم له. يفترش الأرض الصّلبة، وسادته حجر بسيط، وعوض العمل اليدوي كانت له الدّموع عملاً ، وكذا المحبة للجميع وتواضع عميق. صار، بسرعة، معروفاً وموضع اعتبار آباء آثوس. وإذ كان قريبه الأمبراطور رومانوس لوكابينوس (٩٢٠ - ٩٤٤)، يبحث عنه في كل مكان وجده أخيراً وجعله يذهب إلى القسطنطينية ليرى والدَيْه. اِسْتُقبِل الراهب البسيط، بالثياب الرّثّة، كمثل ملاك أرضي. هكذا طابعه الكبار والأمراء. وقد شفى الأمبراطور المتألّم بصلاته ووضع الأيدي، كما بقي في العاصمة لبعض الوقت معلِّمًا لولدَيْهِ، دون أن يعدّل من قانون صلاته وطريقة حياته في البرّيّة. لَمَّا قرّر بولس العودة إلى الجبل المقدّس، زوّده الأمبراطور بالذّهب والعمّال ليعيد بناء دير بوليخاريا. كما بعث له، بعد حين، بابنه ثيوفيلاكتوس الذي كان بطريركًا ليعمد إلى تدشين الكنيسة. فَلَمَّا ارتحل تلقّى من الأمبراطور قطعة مهمّة من الصليب المقدّس لتوضع في كنيسة الدير. اجتمع إلى بولس في الدير المرمَّمِ عددٌ من الرهبان، لكن رغب قدّيسنا في حياة أكثر سكونًا، فاعتزل في موضع جبليّ تابع للدّير. ولكن هناك أيضاً انضمّ اليه تلاميذ فابتنى لهم ديرًا جديدًا حمايةً من غزوات القراصنة المتكرِّرة. هذا جُعلَ على اسم القديس جاورجيوس. ولكن جرت العادة أن يُسمّى باسم مؤسّسه: القديس بولس. أعلم الرب قديسَنا بيوم مغادرته، فجمع إِخْوَةَ الدّيرَيْنِ وأوصاهم أن يتبعوا مثاله وتعليمه حتّى الدّمّ إذا لزم الأمر. ثُمَّ سأل العفو والدّموع في عينَيه، وقام فلبس مَنْتِيَّتَهُ الرّهبانيّة واشترك في الأسرار المقدّسة، فتلألأ، إذ ذاك، وجهه كالشمس حتّى وقع الحاضرون على الأرض، أعجز من أن يحتملوا مثل هذا البهاء. وبعدما صلّى صلاة القديس يوانيكيوس التي اعتاد تردادها: " الآب رجائي والابن ملجإي والرّوح القدس وقائي، أيّها الثّالوث القدوس، المجد لك!" بسط يدَيْهِ، وعيناه إلى السماء واستودع روحه.