تاريخ النشر: 13/10/2020, 10:06
✥ السِّنْكسَار المقدس✥
✥ القدّيس الشّهيد في الكهنة يعقوب الحمطوري: عاش ونَسَكَ أواخر القرن الخامس العشر (1450م) في دير رقاد السيدة - حماطورة في شمال لبنان، هذا القدّيس الشّهيد في الكهنة كان أباً راعياً لرعيّة المسيح الناطقة، احتمل الإضطهاد وقدّم رعايةً صحيحة، حمل رعيّته في قلبه، وفي حياته كلها وعندما حلّ إضطهادٌ على الرعية من قِبل المماليك كان هو المدافع الأوّل، والقابل الأوّل للعذاب ومن بعد إضطهادٍ أليمٍ ومن بعد عذابٍ وصبرٍ واحتمالٍ وثباتٍ في الإيمان بالرّبّ يسوع نال الشهادة عبر قطع رأسه. الصّلاة كانت مرافقته في تعذيبه، كان مؤمناً وموقناً أنه بها سيتحمل كلّ ألـم، سيتحمل كل عذاب، حتى أنه سيتحمّل قطع الرأس ليقدّم شهادة صالحة للرّبّ يسوع. فيكون بحياته ومسلكه شاهداً للرّبّ يسوع، وبخاتمة حياته العطرة، شهيداً للرّبّ يسوع أيضاً. الشهيد في الكهنة القدّيس يعقوب الحمطوري برز روحيّاً أيضًا بنشاطه الذي فيه ثبّت الحياة الرهبانيّة في منطقة الدير بعد أن دمّره المماليك. وإذ أعاد البناء وجدّد الحياة الرهبانية ونشّطها، التفت المماليك إليه وقرّروا تغيير عزمه وثنيه عن نشاطه وتحويله عن إيمانه إلى مسلم فلم يقبل رغم الشدّة. وجرياً على عادة المماليك بتعذيب أخصامهم والتنكيل بهم أخذوه من دير القديس جاورجيوس في أعلى الجبل المدعوّ حمطورة حيث كان ينسك وجرّوه إلى مدينه طرابلس أمام الوالي. فبدأت محاكمته: تارةً يتملّقوه وأخرى يتّهمونه ضاغطين عليه بتعذيبات شديدة وتهويلات. فلم يقبل ولم ينثنِ. أخيراً قطعوا رأسه بقساوةٍ في الثالث عشر من تشرين الأوّل. وإمعاناً بالتعسّف أحرقوا جسده لئلا يسلموه إلى الكنيسة، فيتمّ تكريمه ودفنه كشهيد؛ وكما يليق بالقديسين المجاهدين. لكن الله توّجَهُ بأكاليل لا تذبل ومتّعه بالنعيم بعد الهوان في زمنٍ قليل. فبرز في استشهاده كما كان بارزاً في حياته بل وأكثر من ذلك، إذ أعلنته الكنيسة قديساً تكرّمه وتستشفع به. ولكن نتيجة الضعف الروحي وعدم القراءة والمعرفة في زمن العثمانيين نُسيَ القديس. يذكره السنكسار الانطاكي بايجاز في مخطوطة بلمندية تحت رقم 149، في اليوم الثالث عشر من شهر تشرين الاول ، لكنَ القديس بعد ان نسي بسبب استبدال المخطوطات المحلية بالترجمات عن اليونانية ،التي اغفلت القديسين المحليين. فكان دوما حاضرا مع المصلين ، فمنهم من يظهر لهم ويباركهم، ومنهم من يشفي.وكان مرارا يرتل في الكنيسة فيسمعه الرهبان والزوار، ويتشددوا في جهادهم . وقد اوصى احدى المؤمنات باخبار الرهبان ان سيكشف لهم قبره، فلم يكترث الرهبان لهذا الامر ، لكنه في الثالث من تموز 2008 ، فيما كانت اعمال تجديد البلاط جارية ، وجدت عظام انسانية تحت تراب ارض الكنيسة وبان قبر صغير يحوي هيكلين عظميَين ، تظهر عليهما آثار التعذيب والضرب ، وبعض الدم المتجمد ، وبعض عظامه ، وهيكلين آخرين تبيَن بعد الفحوصات المخبرية الحديثة التي اجراها الدكتور ناجي صعيبي، المتخصص بالطب الشرعي، ان الهيكلين يعودان الى 650 سنة على احدهما آثار حريق وقد قطعت هامته وفقدت الفقرة الثانية من رقبته . مما يدل حسب المواصفات التي يذكرها مخطوط السنكسار البلمندي، انها للقديس يعقوب الحمطوري الذي كان في الخمسين من عمره ، وكذلك رفيقه في الاربعين .اما الهياكل الاخرى فترجع الى 450 سنة تقريبا . اعتبر الاقدمون هذه الرفات مقدسة ، فلم يدفنوها في مدافن عادية، بل في وسط الكنيسة وبطريقة سريعة نتجية الضغوطات والاضطهادات . كذلك وجدت تحت المائدة المقدسة بعض عظام جمجمة الطفل : مما يدل على ان الاقدمين قد اعتبروهم شهداء. حين تعرضت الكنيسة للتخريب ، أعادوا تكريسها في 16 تشرين الثاني سنة 1894 اي قبل مئة واربعة عشر سنة . ان عددا كبيرا من المؤمنين يزور الدير ويتبارك بصلاة والدة الاله القديسة والقديس يعقوب الحمطوري . واليوم بات تكريمه اكثر شيوعا من ذي قبل ، فكيثرون ممن يباركهم القديس ورفاقه يرجعون الى الدير ، ليدلوا بشهادة بسيطة مسجلين شكرهم ومحبتهم للرب القدوس، الذي اعطانا اياه ورفاقه منارات ترشد الى طاعة الله ومحبة القريب بما يغدق من اشفية ونعم. تعيّد له الكنيسةُ المقدّسة في الثالث عشر من تشرين الأول. وقد أحيا الدٌير تذكاره لأوّل مرّة في 13/10/2002 في سهرانية اشترك فيها عدد كبير من الكهنة والشمامسة والأخوة المؤمنين مرنّمين خدمة العيد التي نظَمها الأرشمندريت بندلايمون فرح، رئيس الدير.
✥ القديس الشهيد انتيغون (امتيغونوس): مات حرقاً.
✥ القديس البار بنيامين لافرا كهوف كييف: تاجر غني . استقرت في نفسه مرة كلمة الإنجيل أنه أيسر ان يدخل جمل من ثقب الإبرة من أن يدخل غني ملكوت السموات (مت 19 : 23). مذ ذاك قرّر ان يوزع مقتنياته على الفقرا و انضم الى آبا لافرا المغاور . هكذا أضحى فقيراً بالروح و أرضى الله بسيرة عطرة ورقد بسلام في الرب .
✥ القديس الشهيد ديوسفوروس: استشهد في أيام الإمبراطور ذيوكليسيانوس. كان موظفاً إدارياً كبيراً. لم تغره أطايب الحياة الدنيا ولا كرامات البشر. ثبت في اعترافه بالمسيح عندما ألقي القبض عليه. قتل بحد السيف.
✥ القديس الشهيد فلورنتيوس: عاش في تسالونيكي. كان يسخر من آلهة الوثنين وأصنامهم في العلن ولا يبالي. قبض عليه فاعترف ولم ينكر أنه للمسيح وأن لا إله إلا هو الأزلي، خالق السموات والأرض. جلد وسلخ حياً، ثم ألقي في أتون محمى فأسلم الروح.
✥ القدّيس نيكيتا المعترف: كان من مقاطعة غلاطية في آسيا الصغرى، وأحد أقرباء الإمبراطورة إيريني التي حكمت بيزنطة بصفتها وصية على ابنها قسطنطين السادس في القرن الميلادي الثامن. عيّن قائداً للجيش في صقلية وهو بعد شاب. كان يرغب دائماً في أن يصبح راهباً لكن الأباطرة المتعاقبين حالوا دون تحقيق رغبته لتعلقهم به وتقديرهم له، إلى أن أذن له أحدهم بذلك وهو في الخمسين من عمره. عانى الأمرّين بعدما اعتلى العرش الإمبراطور لاون الخامس الأرمني (813) الذي شهر سيف الاضطهاد على الفريق الأرثوذكسي المكرم للأيقونات. رقد في الخامسة والسبعين من العمر بعدما عرّفه الرب الإله بيوم مماته. تنسب إلى رفاته عجائب كثيرة.
✥ القديسون الشهداء كربس وبابيلس وأغثوذورس وأغاثونيكا (251م): كان كربس كاهناً للأوثان، ثم اهتدى إلى المسيح واعتمد وصار أسقفاً على كنيسة ثياتيرا المجاورة لأفسس وهي كنيسة أسسها القديس يوحنا الحبيب. أما بابيلس فكان شماساً له. في العام 251م صدرت إرادة إمبراطورية بوجوب تسليم المسيحيين الأواني الكنسية والثياب الكهنوتية تحت طائلة المسؤولية. ولما لم يستجب كربس وبابيلس ألقت السلطات القبض عليهما. مثل الاثنان أمام فاليريانوس القنصل فعاملهما معاملة فظّة وأسلمهما للجلد. وفيما كان كربس تحت السياط أشرقت عيناه وعلت شفتيه ابتسامة خفيفة فاستغرب جلاّدوه وسألوه عن سبب ذلك فأجاب بما نطق به أول الشهداء، استفانوس الشمّاس، "ها أنا أنظر السماوات مفتوحة والرب جالساً على عرشه تحتف به الشاروبيم والسارافيم". وحدث أن أحد خدّام كربس، المدعو أغثودوروس، تبع معلمه دون أن يدري أحد بأمره. هذا لما رأى أسقفه مضروباً مهاناً احتدّت روحه فيه فتقدّم واعترف بأنه هو أيضاً مسيحي. فألقى الجنود عليه الأيادي وأشبعوه ضرباً حتى لفظ أنفاسه. بعد ذلك ألقي كربس وبابيلس للوحوش وسط هتاف الجماهير، ولكن، حدث ما لم يكن في الحسبان، فإن أسداً اتخذ صوت إنسان وانتهر الولاة على وحشيتهم تجاه قديسي الله. ثم ألقي الأسقف وشماسه لألسنة اللهب. هنا أيضاً احتدّت روح إحدى الحاضرات فيها، وهي أغاثونيكا التي يظن أنها أخت الشماس بابيلس، وكانت صبيّة ولها ولد صغير، فتقدمت ودخلت في وسط النار ووقفت بجانب الأسقف وشماسه فلم تمسّها النار بأذى. إذ ذاك عيل صبر فاليريانوس القنصل فأمر بهم سيّافه فقطع هاماتهم جميعاً فحملتهم لملائكة إلى حضن الآب.
✥ القدّيسة الشّهيدة خريسي البلغاريّة: ولدت خريسي في قرية فقيرة من قرى بلغاريا اسمها سلانينا. كان ذووها يعانون من ضيق العيش وكانت لها أخوات ثلاث. امتازت بالوداعة والتقي وكانت بارعة الجمال. حدث ذات يوم أن خرجت إلى بئر ماء قريب لتستقي فوقع نظر بعض الأتراك عليها فخطفوها. وعندما أرادها مقدّمهم أن تكفر بالمسيح وتكون له زوجة أجابت دونما خوف أو تردد: "أنا أؤمن بالمسيح ولا أعرف إلاه عريساً، ولن أكفر به أبداً ولو عذبت ألف مرة وقطعت إرباً. وجاء والداها وإخوانها ليقنعوها بالاستسلام: "ليتك تصغين إلينا! ارحمي نفسك وإيانا! ماذا إذا كفرت بالمسيح؟! اكفري به فنسعد جميعاً! اكفري به باللسان وسيسامحك لأنه رحيم ويقدّر ظرفك الصعب. اكفري بالمسيح وإلا فحياتك في خطر!". وبكى ذووها ليكسروا قلبها. أما خريسي فلم تستسلم لا لدموع أهلها ولا لكلامهم، بل قالت لهم: "عندما تحثوني على الكفر بالمسيح، الإله الحقيقي، فلستم بعد أهلي. أنا، من هذه الساعة، لا أعرف أحداً منكم. المسيح هو أبي ووالدة الإله هي أمي والقديسون والقديسات هم أخوتي وأخواني. أودعها الأتراك السجن ثلاثة أشهر وجلدوها عدة مرات. ولما بقيت ثابتة في عناد اغتاظوا فأخرجوها وقطعوها إرباً. حدث ذلك في العام 1796 للميلاد.
✥ القدّيس الشّهيد بنيامين: كان شماس القديس الشهيد عبدا الفارسي (5 أيلول) في بلاد فارس. قضى في أيام الملك يزدجرد الأول (399- 420). قبض عليه جنود الملك بعدما صدر أمر بدك الكنائس والأديرة وبإزالة معالم العبادة المسيحية وإحالة الكهنة والشمامسة ورؤساء الأديرة إلى المحاكمة. ألقي بنيامين في السجن سنتين. تدخل الإمبراطور ثيودوسيوس الصغير لدى ملك الفرس بشأنه فأعفى عنه شرط أن يتوقف عن كل عمل تبشيري. جواب بنيامين كان دونما تردد "ولكن، من غير الممكن أن أتوقف عن نشر نور معرفة الله بين القائمين في الظلام لئلا أحسب كالعبد الذي أخفى وزنة معلمه في الأرض فألقي في الظلمة البرانية". لم يفهم الملك الفارسي من اعتراض بنيامين شيئاً فأطلق سراحه. وتابع بنيامين الكرازة بالإنجيل كأن شيئاً لم يكن وداوم على ذلك بضع سنوات، إلى أن انتهى خبره إلى الملك من جديد فألقى القبض عليه وأمره أن ينكر المسيح فأجاب: "إذا كان من يكفر بملكك أو يحتقره التماساً لملك غيرك يستحق الموت جزاء فكم يكون فظيعاً عقاب من يتخلى عن الملك الأزلي وخالق الكل ليعبد الخليقة الفانية؟!". غضب الملك لجوابه غضباً شديداً وأسلمه للمعذبين فقضى تحت التعذيب.