Loading...
الرجاء الانتظار قليلاً...

تاريخ النشر: 06/08/2020, 16:01

الخميس ٦ / ٨ / ٢٠٢٠

♱ الخميس ٩ بعد العنصرة ♱ ♱ الخميس ٩ من متّى ♱ ♱ عيد تجلّي ربّنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح ♱ ♱ صوم السّيدة ♱ ♱ صومًا مباركًا ومبرورًا ♱ ♱ القدّيس البارّ ثيوكتيستوس أسقف تشرنيكوف الرّوسي ♱ ♱ القدّيسان الشّهيدان يوستوس وباستور الإسبانيّان ♱
✥ مساءً: غروب مع صلاة البراكليسي الكبير ✥
♱ انقطاع عن الزَّفَرَيْنِ، يُسمحُ بالسّمك والزّيت والخمر ♱
✤ الرِّسَالَةُ اليَوْمِيَّةُ الأُولَى ✤
✤ لعيد تجلّي ربّنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح ✤
✤ فصل من رسالة القديس بطرس الرّسول الثَّانِـيَةِ الجامعة: (٢ بط ١: ١٠ - ١٩).
الأَصْحَاحُ الأَوَّلُ
10- يَا إِخْوَةُ، اجْتَهِدُوا أَنْ تَجْعَلُوا دَعْوَتَكُمْ وَاخْتِيَارَكُمْ ثَابِتَيْنِ. لأَنَّكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذلِكَ، لَنْ تَزِلُّوا أَبَدًا. 11لأَنَّهُ هكَذَا يُقَدَّمُ لَكُمْ بِسِعَةٍ دُخُولٌ إِلَى مَلَكُوتِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الأَبَدِيِّ.12لِذلِكَ لاَ أُهْمِلُ أَنْ أُذَكِّرَكُمْ دَائِمًا بِهذِهِ الأُمُورِ، وَإِنْ كُنْتُمْ عَالِمِينَ وَمُثَبَّتِينَ فِي الْحَقِّ الْحَاضِرِ. 13وَلكِنِّي أَحْسِبُهُ حَقًّا مَا دُمْتُ فِي هذَا الْمَسْكَنِ أَنْ أُنْهِضَكُمْ بِالتَّذْكِرَةِ، 14عَالِمًا أَنَّ خَلْعَ مَسْكَنِي قَرِيبٌ، كَمَا أَعْلَنَ لِي رَبُّنَا يَسُوعُ الْمَسِيحُ أَيْضًا. 15فَأَجْتَهِدُ أَيْضًا أَنْ تَكُونُوا بَعْدَ خُرُوجِي، تَتَذَكَّرُونَ كُلَّ حِينٍ بِهذِهِ الأُمُورِ. 16لأَنَّنَا لَمْ نَتْبَعْ خُرَافَاتٍ مُصَنَّعَةً، إِذْ عَرَّفْنَاكُمْ بِقُوَّةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَمَجِيئِهِ، بَلْ قَدْ كُنَّا مُعَايِنِينَ عَظَمَتَهُ. 17لأَنَّهُ أَخَذَ مِنَ اللهِ الآبِ كَرَامَةً وَمَجْدًا، إِذْ أَقْبَلَ عَلَيْهِ صَوْتٌ كَهذَا مِنَ الْمَجْدِ الأَسْنَى:«هذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي أَنَا سُرِرْتُ بِهِ». 18وَنَحْنُ سَمِعْنَا هذَا الصَّوْتَ مُقْبِلاً مِنَ السَّمَاءِ، إِذْ كُنَّا مَعَهُ فِي الْجَبَلِ الْمُقَدَّسِ. 19وَعِنْدَنَا الْكَلِمَةُ النَّبَوِيَّةُ، وَهِيَ أَثْبَتُ، الَّتِي تَفْعَلُونَ حَسَنًا إِنِ انْتَبَهْتُمْ إِلَيْهَا، كَمَا إِلَى سِرَاجٍ مُنِيرٍ فِي مَوْضِعٍ مُظْلِمٍ، إِلَى أَنْ يَنْفَجِرَ النَّهَارُ، وَيَطْلَعَ كَوْكَبُ الصُّبْحِ فِي قُلُوبِكُمْ.
✤ الرِّسَالَةُ اليَوْمِيَّةُ الثَّانِيَةُ ✤
✤  للخميس ٩ بعد العنصرة ✤
✤ فصل من رسالة القديس بولس الرّسول الأولى إلى أهل كورنثوس: (١ كو ١٤: ٦ - ١٩)
   الأصحَاحُ الرَّابِعُ عَشَرَ
6- يَا إِخْوَةُ، إِنْ جِئْتُ إِلَيْكُمْ مُتَكَلِّمًا بِأَلْسِنَةٍ، فَمَاذَا أَنْفَعُكُمْ، إِنْ لَمْ أُكَلِّمْكُمْ إِمَّا بِإِعْلاَنٍ، أَوْ بِعِلْمٍ، أَوْ بِنُبُوَّةٍ، أَوْ بِتَعْلِيمٍ؟ 7اَلأَشْيَاءُ الْعَادِمَةُ النُّفُوسِ الَّتِي تُعْطِي صَوْتًا: مِزْمَارٌ أَوْ قِيثَارَةٌ، مَعَ ذلِكَ إِنْ لَمْ تُعْطِ فَرْقًا لِلنَّغَمَاتِ، فَكَيْفَ يُعْرَفُ مَا زُمِّرَ أَوْ مَا عُزِفَ بِهِ؟ 8فَإِنَّهُ إِنْ أَعْطَى الْبُوقُ أَيْضًا صَوْتًا غَيْرَ وَاضِحٍ، فَمَنْ يَتَهَيَّأُ لِلْقِتَالِ؟ 9هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا إِنْ لَمْ تُعْطُوا بِاللِّسَانِ كَلاَمًا يُفْهَمُ، فَكَيْفَ يُعْرَفُ مَا تُكُلِّمَ بِهِ؟ فَإِنَّكُمْ تَكُونُونَ تَتَكَلَّمُونَ فِي الْهَوَاءِ! 10رُبَّمَا تَكُونُ أَنْوَاعُ لُغَاتٍ هذَا عَدَدُهَا فِي الْعَالَمِ، وَلَيْسَ شَيْءٌ مِنْهَا بِلاَ مَعْنىً. 11فَإِنْ كُنْتُ لاَ أَعْرِفُ قُوَّةَ اللُّغَةِ أَكُونُ عِنْدَ الْمُتَكَلِّمِ أَعْجَمِيًّا، وَالْمُتَكَلِّمُ أَعْجَمِيًّا عِنْدِي. 12هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا، إِذْ إِنَّكُمْ غَيُورُونَ لِلْمَوَاهِبِ الرُّوحِيَّةِ، اطْلُبُوا لأَجْلِ بُنْيَانِ الْكَنِيسَةِ أَنْ تَزْدَادُوا. 13لِذلِكَ مَنْ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ فَلْيُصَلِّ لِكَيْ يُتَرْجِمَ. 14لأَنَّهُ إِنْ كُنْتُ أُصَلِّي بِلِسَانٍ، فَرُوحِي تُصَلِّي، وَأَمَّا ذِهْنِي فَهُوَ بِلاَ ثَمَرٍ. 15فَمَا هُوَ إِذًا؟ أُصَلِّي بِالرُّوحِ، وَأُصَلِّي بِالذِّهْنِ أَيْضًا. أُرَتِّلُ بِالرُّوحِ، وَأُرَتِّلُ بِالذِّهْنِ أَيْضًا. 16وَإِلاَّ فَإِنْ بَارَكْتَ بِالرُّوحِ، فَالَّذِي يُشْغِلُ مَكَانَ الْعَامِّيِّ، كَيْفَ يَقُولُ «آمِينَ» عِنْدَ شُكْرِكَ؟ لأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُ مَاذَا تَقُولُ! 17فَإِنَّكَ أَنْتَ تَشْكُرُ حَسَنًا، وَلكِنَّ الآخَرَ لاَ يُبْنَى. 18أَشْكُرُ إِلهِي أَنِّي أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةٍ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِكُمْ. 19وَلكِنْ،فِي كَنِيسَةٍ، أُرِيدُ أَنْ أَتَكَلَّمَ خَمْسَ كَلِمَاتٍ بِذِهْنِي لِكَيْ أُعَلِّمَ آخَرِينَ أَيْضًا، أَكْثَرَ مِنْ عَشْرَةِ آلاَفِ كَلِمَةٍ بِلِسَانٍ.
✤ الإنجيل اليوميّ الأوّل ✤
✤ لعيد تجلّي ربّنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح ✤
✤ فصل شريف من بشارة القديس مَتَّى (مت ١٧: ١ – ٩).
الأَصْحَاحُ السَّابِعُ عَشَرَ
1- فِي ذَٰلِكَ الزَّمَانِ، أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَل عَال مُنْفَرِدِينَ. 2وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ، وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ، وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ. 3وَإِذَا مُوسَى وَإِيلِيَّا قَدْ ظَهَرَا لَهُمْ يَتَكَلَّمَانِ مَعَهُ. 4فَجَعَلَ بُطْرُسُ يَقُولُ لِيَسُوعَ: «يَارَبُّ، جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ ههُنَا! فَإِنْ شِئْتَ نَصْنَعْ هُنَا ثَلاَثَ مَظَالَّ: لَكَ وَاحِدَةٌ، وَلِمُوسَى وَاحِدَةٌ، وَلإِيلِيَّا وَاحِدَةٌ». 5وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً:«هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا». 6وَلَمَّا سَمِعَ التَّلاَمِيذُ سَقَطُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ وَخَافُوا جِدًّا. 7فَجَاءَ يَسُوعُ وَلَمَسَهُمْ وَقَالَ: «قُومُوا، وَلاَ تَخَافُوا». 8فَرَفَعُوا أَعْيُنَهُمْ وَلَمْ يَرَوْا أَحَدًا إِلاَّ يَسُوعَ وَحْدَهُ. 9وَفِيمَا هُمْ نَازِلُونَ مِنَ الْجَبَلِ أَوْصَاهُمْ يَسُوعُ قَائِلاً:«لاَ تُعْلِمُوا أَحَدًا بِمَا رَأَيْتُمْ حَتَّى يَقُومَ ابْنُ الإِنْسَانِ مِنَ الأَمْوَاتِ».
✤ الإنجيل اليوميّ الثّاني ✤ 
✤ للخميس ٩ من متّى ✤
✤ فصل شريف من بشارة القديس مَتَّى: (مت ٢٠: ١٧ – ٢٨)
      الأصحَاحُ العِشرُون
17- فِي ذَٰلِكَ الزَّمَانِ، فِيمَا كَانَ يَسُوعُ صَاعِدًا إِلَى أُورُشَلِيمَ أَخَذَ الاثْنَيْ عَشَرَ تِلْمِيذًا عَلَى انْفِرَادٍ فِي الطَّرِيقِ وَقَالَ لَهُمْ: 18«هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، فَيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِالْمَوْتِ، 19وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى الأُمَمِ لِكَيْ يَهْزَأُوا بِهِ وَيَجْلِدُوهُ وَيَصْلِبُوهُ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ». 20حِينَئِذٍ تَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ أُمُّ ابْنَيْ زَبْدِي مَعَ ابْنَيْهَا، وَسَجَدَتْ وَطَلَبَتْ مِنْهُ شَيْئًا. 21فَقَالَ لَهَا:«مَاذَا تُرِيدِينَ؟» قَالَتْ لَهُ:«قُلْ أَنْ يَجْلِسَ ابْنَايَ هذَانِ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِكَ وَالآخَرُ عَنِ الْيَسَارِ فِي مَلَكُوتِكَ». 22فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ:«لَسْتُمَا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَانِ. أَتَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا الْكَأْسَ الَّتِي سَوْفَ أَشْرَبُهَا أَنَا، وَأَنْ تَصْطَبِغَا بِالصِّبْغَةِ الَّتِي أَصْطَبغُ بِهَا أَنَا؟» قَالاَ لَهُ:«نَسْتَطِيعُ». 23فَقَالَ لَهُمَا: «أَمَّا كَأْسِي فَتَشْرَبَانِهَا، وَبِالصِّبْغَةِ الَّتِي أَصْطَبِغُ بِهَا أَنَا تَصْطَبِغَانِ. وَأَمَّا الْجُلُوسُ عَنْ يَمِيني وَعَنْ يَسَارِي فَلَيْسَ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ إِلاَّ لِلَّذِينَ أُعِدَّ لَهُمْ مِنْ أَبِي». 24فَلَمَّا سَمِعَ الْعَشَرَةُ اغْتَاظُوا مِنْ أَجْلِ الأَخَوَيْنِ. 25فَدَعَاهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ، وَالْعُظَمَاءَ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ. 26فَلاَ يَكُونُ هكَذَا فِيكُمْ. بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ عَظِيمًا فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِمًا، 27وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ أَوَّلاً فَلْيَكُنْ لَكُمْ عَبْدًا، 28كَمَا أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ، وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ».
✥ السِّنْكسَار ✥
✥ عِيدُ تَجَلِّي رَبِّنا وَإِلٰهِنا وَمُخَلِّصِنا يَسُوعَ الْمَسِيحِ: كَلِمَةُ "تَجَلِّي" فِي اليُونانيَّةِ، كما أَتَتْ في النَّصِّ الإِنْجيلِيِّ، هيَ μετεμορφώθη، أَي: ما هُوَ أَبْعَدُ منَ الشَّكْلِ. ونجدُها نفسَها في الرِّسالَةِ إلى رومِيَةَ عندما يُناشِدُ بولُسُ الرَّسولُ المؤمنينَ قائِلًا: "وَلا تَتَشَبَّهُوا بِهٰذا الدَّهْرِ، بَلْ تَحَوَّلُوا إِلى صُورَةٍ أُخْرى، بِتَجْدِيدِ عُقُولِكُمْ، لِتَعْرِفُوا مِشِيئَةَ اللهِ: ما هُوَ صالِحٌ، وَما هُوَ مَرْضِيٌّ، وَما هُوَ كامِلٌ" (رو 12: 2). إِذ تَأتي "تَحَوَّلُوا إِلى صُورَةٍ أُخْرى" في اليونانيَّةِμεταμορφοῦσθε . وهُنا لا بُدَّ لنا منَ التَّوقُّفِ عندَ كلمَةِ Μορφή الَّتي تختلِفُ تَمامَ الِاختلافِ عَنْ كَلِمَةِ σχῆμα الَّتي يَستَعملُها بولسُ الرَّسولُ عندَما يقولُ: "لِأَنَّ هَيْئَةَ هٰذا الْعالَمِ فِي زَوالٍ" (1 كو 7: 31). فالكَلمةُ الأُولى تعني تَغْييرًا جَذْرِيًّا في العُمْق، تغييرًا كُلِّيًّا؛ أمَّا الأُخرى، فهيَ خارجيَّةٌ فَقَطْ. عِنْدَما تَجَلَّى الرَّبُّ يَسوعُ المسيحُ، كَشَفَ عن عُمْقِهِ، عن طَبيعَتِهِ، عن حَقيقَتِهِ بِالكامِلِ. وعِنْدَما يَطْلُبُ مِنَّا بولُسُ الرَّسولُ أَنْ نتغيَّرَ، يَطْلُبُ مِنَّا أَنْ نَتَغَيَّرَ بالكامِلِ، بالعُمْقِ، وليسَ مِنَ الخارِجِ فَقَط.
✥ عِظَةُ التَّجَلِّي لِلقِدِّيسِ أَفْرامَ السُّرْيانِيِّ: الحقلُ يُعطي حَصادًا بَهِجًا، والكَرمةُ ثِمارًا شهيَّةً، والكتبُ المقدَّسةُ تعليمًا مُحْيِيًا. لِحَصادِ القمحِ أوانُهُ، ولقِطافِ العِنَبِ وَقتُهُ؛ وأمَّا التَّعليمُ المُحْيي، فيَفيضُ منَ الكتابِ المقدَّسِ في أيِّ وقتٍ تَتْلُونَهُ. الحَقلُ يَجِفُّ بعدَ الحَصادِ، والكَرمةُ بعدَ القِطافِ؛ وأمَّا الكِتابُ، فيُحْصَدُ كُلَّ يومٍ، وسنابلُ الشُّرَّاحِ لا تَنْقُصُ، إذ يُقطَفُ منهُ كلَّ يومٍ ولا يَخيبُ الرَّجاءُ منَ العناقيدِ. فها نَحنُ الآنَ نَقتربُ منْ ذٰلكَ الحقلِ، ونتمتَّعُ بِأَثْلامِهِ المُحْيِيَةِ، ونحصُدُ منها سنابلَ الحياةِ، أعني أَقوالَ ربِّنا يسوعَ المسيحِ القائلِ لتَلاميذِهِ: "إِنَّ قَوْمًا مِنَ الْحاضِرِينَ هٰهُنا لا يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوُا ٱبْنَ الْبَشَرِ آتِيًا فِي مُلْكِهِ" (مت 16: 28).
"وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ، أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخاهُ، فَأَصْعَدَهُمْ إِلى جَبَلٍ عالٍ عَلى ٱنْفِرادٍ، وَتَجَلَّى قُدَّامَهُمْ، وَأَضاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ، وَصارَتْ ثِيابُهُ بَيْضاءَ كَالنُّورِ" (مت 17: 1 و 2). الرِّجالُ لا يَذوقونَ المَوْتَ حتَّى يَرَوْا عُنوانَ مَجيئِهِ، همُ الَّذينَ صَعِدَ بِهِمْ إلى الجَبَلِ، والَّذينَ أراهُمْ كَيْفَ يَنْبَغي أَنْ يأتِيَ في ذلِكَ اليَوْمِ الأَخيرِ بِمَجْدِ لاهُوتِهِ وبِجَسَدِ ناسُوتِهِ، وكيفَ سيتمجَّدونَ. هُم أَيضًا أَصْعَدَهُمْ إلى الجَبَلِ، لِيُرِيَهُم مَنْ هُو الابنُ، وٱبنُ مَنْ هوَ، ذٰلكَ أنَّهُ، حينَ سَألَهُم: "مَنِ ٱبْنُ الْبَشَرِ فِي قَوْلِ النَّاسِ؟" قالوا لَهُ: "قَوْمٌ يَقُولُونَ إِنَّكَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدانُ، وَآخَرُونَ إِنَّكَ إِيليَّا، وَآخَرُونَ إِرْمِياءُ، أَوْ واحِدٌ مِنَ الْأَنْبِياءِ" (مت 16: 13 و 14).
لقَدْ نقلَهُمْ إلى الجَبَلِ ليُظهِرَ لَهُمْ أنَّهُ ليسَ إيليَّا، بل إِلٰهُ إيليَّا، وليسَ إرْمِياءَ، بل مُقدِّسُ إِرمياءَ في بَطْنِ أُمِّهِ، وليسَ أحدَ الأَنبياءِ، بلْ ربُّ الأَنْبياءِ ومُرْسِلُهم.
أَصْعَدَهُمْ إلى الجبلِ ليُظْهِرَ لَهم أنَّهُ هوَ الصَّانعُ السَّماءَ والأرضَ، وربُّ الأَحياءِ والأَمواتِ، الَّذي إِذْ أمرَ السَّماءَ نزَلَ إيليَّا، وإِذْ أَوْمَأَ إلى الأرضِ حَضَرَ مُوسى.
أَصعدَهُم إلى الجبَلِ كَيْ يُظهِرَ لَهُم أَنَّهُ ٱبنُ اللهِ المولودُ منَ الآبِ قبلَ كلِّ الدُّهورِ، والمُتَجَسِّدُ منَ العَذراءِ في آخرِ الأَزْمِنَةِ، إذْ وُلِدَ بدُونِ زَرْعٍ، وبحالٍ لا تُوصَفُ، حافظًا البتوليَّةَ بدونِ فَسادٍ؛ لأنَّهُ حيثُ يشاءُ اللهُ يُغلبُ ناموسُ الطَّبيعةِ. فلقد سَكَنَ اللهُ الكلمةُ في حَشا البَتولِ، ولم تُحْرِقُ نارُ لاهوتِهِ أَعضاءَ جَسَدِها، بل حَفِظَها مُدَّةَ تسعةِ أشهرٍ. سكنَ في حَشا البتولِ بلا دَنَسٍ، وخرجَ منها إِلٰهًا مُتجسِّدًا لأجلِ خَلاصِنا.
أصعَدَهُم إلى الجبَلِ لِكَيْ يُرِيَهُم مَجْدَ أُلوهِيَّتِهِ، فيُدْرِكوا أَنَّهُ مُخلِّصُ إسرائيلَ، كما قالَ الأَنْبياءُ، ولئلَّا يَعْتَرِيَهُمُ الشَّكُّ حينما يُشاهِدونَ آلامَهُ الطَّوعيَّةَ الَّتي كان مُزمعًا أنْ يُكابدَها بالجَسَدِ من أجلِنا. لقَدْ عَرَفوهُ إِنْسانًا، وما عَلِموا أنَّهُ اللهُ. عَرَفوهُ ٱبنًا لِمَريمَ مُرافقًا إيَّاهُمْ منَ العالَمِ، وأظهَرَ لَهم على الجبلِ أنَّهُ ٱبنُ اللهِ. شاهَدوهُ يَأكلُ ويَشربُ، يَتعبُ ويَستريحُ، يَنْعَسُ ويَنامُ، يَخافُ ويَعْرَقُ، الأمرُ الَّذي لا يتناسَبُ معَ أُلوهيَّتِهِ، بل يَرتبطُ بالنَّاسوتِ فَقَطْ، لذا نَقَلَهُم إلى الجَبلِ حتَّى يُنادِيَ الآبُ الِابْنَ، ويُشيرَ إلى مَجدِهِ قبلَ تَعْييرِهِ، وإلى كرامَتِهِ قبلَ إِهانتِهِ، حتَّى إِنَّهم، إذا ما قَبَضَ عليهِ اليَهودُ وصلبُوهُ، يُدركونَ أَنَّهُ لم يُصلَبْ عن علَّةٍ فيهِ، بل بِمَسَرَّتِهِ، وطوعًا، من أجلِ خَلاصِ العالمِ.
أَصْعَدَهُم إلى الجبَلِ ليُرِيَهُم قبلَ قِيامَتِهِ مجدَ أُلوهَتِهِ، حتَّى إِنَّهُم، إذا ما نَهَضَ منَ الموتِ بمجدِ طبيعَةِ أُلوهَتِهِ، يَعرفونَهُ أَنَّهُ لم يَنَلِ المَجدَ لأجلِ تَعَبِهِ (كما لو كانَ مُضْطَرًّا إلى التَّأَلُّمِ)، بلِ المجدَ الَّذي كانَ لهُ معَ الآبِ قبلَ الدُّهورِ، هذا ما قالَهُ وَهُوَ آتٍ إلى الآلامِ الطَّوعيَّةِ: "مَجِّدْنِي عِنْدَكَ يا أَبَتِ بِالْمَجْدِ الَّذِي كانَ لِي عِنْدَكَ مِنْ قَبْلِ كَوْنِ الْعالَمِ" (يو 17: 5). مَجْدُ أُلوهَتِهِ المَخْفِيُّ في ناسوتِهِ أَظْهَرَهُ للرُّسُلِ على الجبلِ، "فرَأَوْا وجهَهُ لامعًا كالبَرْقِ، وثيابَهُ بيضاءَ كالنُّورِ"، وكانَ التَّلاميذُ منْ ثَمَّ يُعاينونَ شَمْسَيْنِ: واحدةً في السَّماءِ، أَيِ: الشَّمْسَ الطَّبيعيَّةَ، وأُخرى فائقَةَ الطَّبيعةِ. الشَّمْسُ الأُولى ظاهرةٌ للتَّلاميذِ وللعالمِ، وهيَ تُشِعُّ في جَلَدِ السَّماء؛ وأمَّا الأُخرى، فَتُشِعُّ لهم وَحْدَهُمْ. "وصارَتْ ثِيابُهُ بيضاءَ كالنُّورِ". مُظهرًا لهُم بِذلكَ أَنَّ مجدَ أُلوهَتِهِ كانَ يَفيضُ منْ جسدِهِ كُلِّه، وأَنَّ النُّورَ يُشِعُّ من أعضائِهِ كُلِّها. فالسَّيِّدُ لم يُماثِلْ موسى حينَ أَشَعَّ جسدُهُ ببهاءٍ منَ الخارِجِ فَقَطْ، بل كانَ مَجْدُ أُلوهَتِهِ فائِضًا مِنْ ذاتِهِ، فضلًا عنْ أَنَّ المُخَلِّصَ لم يُظْهِرْ لِتلاميذِهِ كامِلَ مَجْدِهِ، بل أظهَرَ لَهم ما يُمكنُ لعيونِهِمْ أَنْ تَتَحَمَّلَ.
موسى وإِيليَّا:
شاهَدَ التَّلامِيذُ موسى وإيليَّا يتكَلَّمانِ مَعَ الرَّبِّ يَسوعَ. كانا يَعترفانِ لهُ بالفَضلِ في تحقيقِ نُبوءاتِهِما المُتَعَلِّقَةِ بِحُضورِهِ (تَجَسُّدِهِ) معَ نُبوءاتِ سائِرِ الأَنبياءِ، ويُقَدَّمانِ لهُ السُّجودَ منْ أجلِ الخَلاصِ الَّذي صَنَعَهُ لِلبشرِ والعالَمِ أَجْمَعَ. فالسِّرُّ الَّذي تنبَّأَ عنهُ هٰؤلاءِ الأَنبياءُ قَد جاءَ المُخَلِّصُ وحَقَّقَهُ بالفِعْل، وكانَ الصُّعودُ إلى الجَبلِ مِنْ ثَمَّ فَرَحًا للأَنبياءِ والرُّسلِ.
فَرِحَ الرُّسُلُ لِمُشاهَدَتِهم مَجْدَ أُلوهَتِهِ الَّذي لمْ يُدْرِكوا حَقيقَتَهُ، ولِسَماعِهِم صَوْتَ الآبِ يَشهدُ لِلِابْنِ، هٰذا الصَّوْتَ الَّذي من خِلالِهِ عَرَفوا سِرَّ تَجَسُّدِهِ مَعْرِفَةً حقيقيَّةً بعدَ أَنْ كانَتْ خافِيَةً عَلَيهم، وثَبَّتَ إيمانَهُم بهاءُ جَسَدِهِ الفائِضُ مِنَ الأُلوهِيَّةِ المُتَّحِدَةِ بِهِ، بِلا تَغَيُّرٍ ولا ٱمْتزاجٍ. ثُمَّ ٱختُتِمَتْ شَهادَتُهُم (أَيْ: رُؤياهُم) بسَماعِ صَوْتِ الآبِ بِحُضورِ موسى وإيليَّا، وبعدَ ذٰلِكَ أخذَ الرُّسلُ والنَّبيَّانِ يتبادَلونَ النَّظَراتِ.
هُناكَ ٱلتَقى زَعيما العَهْدِ القَديمِ بِأَقْطابِ العَهْدِ الجديدِ؛ فلَقَدْ رَأى موسى البارُّ سِمْعانَ المُتَقَدِّسَ، وَوَلِيُّ الآبِ شاهَدَ وَلِيَّ الِابْنِ. الأَوَّلُ شَقَّ البَحْرَ الأَحْمَرَ لِيَسيرَ الشَّعبُ فِي وَسْطِ اللُّجَجِ، والآخَرُ أَقامَ خَيْمَتَهُ لِبناءِ الكَنيسَة. بَتُولُ العَهْدِ القَديمِ شاهَدَ بَتُولَ العَهْدِ الجَديدِ (أَيْ: إيليَّا شاهَدَ يُوحَنَّا). الصَّاعِدُ على مَرْكَبَةٍ ناريَّةٍ شاهَدَ الَّذي أَحْنى رَأْسَهُ على صَدْرِ اللَّهيب؛ وهٰكَذا أَضْحى الجَبَلُ المُقَدَّسُ كَنيسَةً ضَمَّ فيها يَسوعُ العَهْدَيْنِ القديمَ والجَديدَ، اللَّذَيْنِ قَبِلَتْهما الكَنيسَةُ، وَنَقَلَتْ من خِلالِهما مَجْدَ أَعْمالِهِ.
وقالَ سِمعانُ: "يا ربُّ حَسَنٌ أنْ تكونَ هٰهُنا".
ماذا تَقولُ يا سِمْعانُ؟
إِنْ أَقَمْنا هٰهُنا، فَمَنْ يُتَمِّمُ كلامَ الأَنبياءِ؟ مَنْ يُتَمِّمُ القولَ: "سُمِّرَتْ يَدايَ ورِجْلايَ"؟ وأيضًا "لَقَدْ تَقاسَمُوا ثِيابي بَيْنَهُمْ وعَلى لِباسي ٱقْتَرَعُوا"، و"وَضَعوا في طَعامي مَرارَةً، وفي شَرابي سَقَوْنِي خَلًّا"؟ مَنْ يُؤَكِّدُ القولَ: "حُرًّا بَيْنَ الأَمواتِ"؟
إِنْ أَقَمْنا هٰهُنا، فمَنْ يُمَزِّقُ صَكَّ آدَمَ؟ ومَنْ يُسَدِّدُ دَيْنَهُ؟ ومَنْ يُعيدُ إليهِ حُلَّةَ مَجْدِهِ؟
إِنْ أَقَمْنا هٰهُنا، فَكَيْفَ يَتِمُّ كُلُّ ما قيلَ لكَ؟ مَنْ يُؤَسِّسُ الكَنيسَةَ؟ ومَنْ يَأْخُذُ مَفاتيحَ السَّماءِ مِنِّي؟ مَنْ سَيَرْبُطُ وَيَحُلُّ؟
إِنْ أَقَمْنا هٰهُنا، فسيَتَأَخَّرُ تَحْقيقُ كُلِّ ما وَرَدَ على لِسانِ الأَنبياءِ القِدِّيسينَ.
وَقالَ سِمْعانُ أَيْضًا: "فَلْنَصْنَعْ هٰهُنا ثَلاثَ مَظالَّ: واحِدَةً لَكَ، وواحِدَةً لِموسى، وواحِدَةً لِإيليَّا". لَقَد أُرْسِلَ سِمْعانُ لِتَأْسيسِ الكَنيسةِ، وها هُوَ الآنَ يَوَدُّ البقاءَ على الجَبَلِ لِصُنْعِ المَظالِّ؛ أَمَّا الرَّبُّ، فَقَدْ أَظْهَرَ لهُ أَنَّه لا حاجَةَ إلى المَظالِّ، وَهُوَ الَّذي ظَلَّلَ آباءَهُ في الصَّحْراءِ بالسَّحابَةِ. "وفيما هُوَ يَتَكَلَّمُ، إذا سَحابةٌ نَيِّرَةٌ قَدْ ظَلَّلَتْهُم". أَرَأَيْتَ يا بُطْرُسُ مِظَلَّةً قائِمَةً بِلا تَعَبٍ؟ مِظَلَّةً تَقِي منَ الحَرِّ وَلا ظَلامَ فيها عَلى الإِطْلاقِ؟ مِظَلَّةً لامِعَةً ومُضيئَةً في آنٍ؟
شَهادَةُ الْآبِ:
وأَمامَ ذُهولِ الرُّسُلِ، سُمِعَ صَوْتٌ مِنَ السَّماءِ يَقولُ: "هٰذا هُوَ ٱبْنِي الْحَبِيبُ الَّذي بِهِ سُرِرْتُ، فَلَهُ ٱسْمَعُوا" (مت 17: 5). وَبَعْدَ سَماعِ صَوتِ الآبِ، رَجَعَ موسى إلى مَكانِهِ وَإيليَّا إلى مَوْضِعِهِ؛ وأَمَّا الرُّسُلُ، فقَدْ سَقَطوا أَرضًا، وبقِيَ يَسوعُ وحدَهُ؛ لأنَّ الصَّوتَ كانَ مُوَجَّهًا إليهِ وَحْدَهُ. ذهَبَ النَّبِيَّانِ، وسقَطَ الرُّسُلُ أرضًا؛ لأَنَّ شهادَةَ الآبِ لم تَتِمَّ فيهِمْ (هٰذا هُوَ ٱبْنِي الْحَبِيبُ الَّذي بِهِ سُرِرْتُ)، بَل أَعْلَمَهُمْ منْ خِلالِها أنَّ تدبيرَ موسى قد تَمَّ، وأنَّ عليهِمِ الآنَ أن يَسْمَعُوا لِلِابْنِ. فموسى كانَ كَعَبْدٍ يتكلَّمُ بما يُؤْمَرُ بِهِ، ويَكْرِزُ بما يُوصَى بِهِ، وكَذٰلِكَ سائِرُ الأنبياءِ إلى مَجِيءِ يَسُوعَ الَّذي هوَ ٱبْنٌ وَلَيْسَ مِنَ الصَّحابَةِ، رَبٌّ وليسَ مِنَ العبيدِ، سَيِّدٌ ولَيْسَ منَ المَأْمورينَ، هُوَ الابنُ المَحبوبُ بِطبيعَةِ الإلٰهِ، وما كانَ خافيًا على الرُّسُلِ مِنْ ثَمَّ قَدْ أَظْهَرَهُ الآبُ على الجَبَلِ، فالكائِنُ يُرْشِدُ المخلوقَ، والآبُ يُظْهِرُ الِابْنَ. ولِهٰذا سقَطَ الرُّسُلُ بِوُجُوهِهِمْ على الأَرْضِ مِنْ جَرَّاءِ الصَّوْتِ؛ لأَنَّهُ صَوْتُ الآبِ: إِلَّا أنَّ الابنَ ناداهُمْ بِصَوْتِهِ، فَأَقامَهُمْ عَنِ الأرضِ. صَوْتُ الآبِ أَسْقَطَهُم؛ وأمَّا صَوْتُ الِابْنِ، فَقَدْ رَفَعَهُمْ بالقُدْرَةِ الإِلهيَّةِ، لِأَجْلِ تلكَ الأُلوهيَّةِ الحالَّةِ في جسَدِهِ، والمُتَوَحِّدَةِ بهِ بلا تَغييرٍ. هُوَ لَمْ يُماثِلْ موسى بجمالٍ خارجِيٍّ، بل تَلَأْلَأَ بالمَجْدِ كإلٰهٍ. ذٰلِكَ أنَّ موسى قَدْ جُمِّلَ بلَمعانِ وَجْهِهِ؛ وأمَّا يسوعُ، فقَدْ أَشَعَّ بِمَجْدِ لاهوتِهِ الفائِضِ من كُلِّ جَسَدِهِ كالشَّمْسِ في إِشْعاعِها. والآبُ صَرَخَ: "هٰذا هُوَ ٱبْنِي الْحَبِيبُ الَّذي بِهِ سُرِرْتُ، فَلَهُ ٱسْمَعُوا"، مِن دونِ أنْ يَكونَ مَفْصولًا عَنْ مَجْدِ أُلوهيَّةِ الِابْنِ، لِأَنَّ للآبِ وللابنِ وللرُّوحِ القُدُسِ طَبيعَةً واحِدَةً، وقُوَّةً واحِدَةً، وجَوْهَرًا واحدًا، ومُلْكًا واحِدًا، إلى الأبدِ، آمين.
✥✥ لماذا نبارك العنب في عيد تجلّي ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح؟ إنّه تقليد قديم، مرتبط بعيد التّجلّي الذي عُرف أوّلاً في أورشليم في القرن السّابع، ثمّ أُدرج في الرّزنامة البيزنطيّة في القرن التّاسع. معظم المصادر القديمة تَقرن تبريك العنب بالتّجلّي، كتيبيكون القدّيس نيلّوس وتيبيكون دير القدّيس سابا. والسّبب ربّما هو أنّ التبريك مرتبطٌ بأحوال الطّقس وأوان نضوج الثّمر. فهناك بعض المصادر الّتي تذكر تبريكها في ١٥ آب وأخرى في ١٤ أيلول عيد رفع الصّليب. هذا ويُشير تبريك العنب إلى حصاد العالم، وهو عمل ليتورجيّ يُشدّد على الشّكر الدّائم وتقدمة الإفخارستيّة الماديّة وباكورة (أول قطفة) ثمار الأرض لخالق الكون وإلهه تمجيدًا له لأنّه هو المعطي والرّازق الخيرات الذي سمح بتناغم الريح والمطر والشمس كي ينضج ويثمر. كما ونجد جذور تبريك الثمار وغيرها في العهد القديم، حيث كان أوّل محصول الأرض يُكرَّس للرّبّ دائمًا، مثلاً: «قدّم قايين من أثمار الأرض قربانًا للرّبّ، وقدّم هابيل أيضًا من أبكار غنمه...» (تكوين ٤: ٣ - ٤). ونحن، انطلاقًا من إيماننا بأنّ الرّبّ يسوع يقدّس بحضوره حياتنا كلّها وإنتاج عمل أيدينا، نأتي بالعنب إلى الكنيسة في عيد التجلي ليُبارَك ويُوزَّع على المؤمنين.
• ملاحظة: كان الشعب لا يأكل من العنب قبل عيد التّجلّي حتّى ولو نضج، وذلك عيشًا لليتورجيا الكنسيّة والارتباط بالدورة الطّقسيّة.
✥ القدّيسان الشّهيدان يوستوس وباستور الإسبانيّان (+304م)‏: كان يوستوس في 13 وباستور في السابعة. لما علما بتدابير الحاكم داسيان , زمن الامبراطورين ذبوكليسيانوس ومكسيميانوس , في حق المسيحيين طلقا الكتب و الدراسة و اندفعا الى حيث كان المسيحيون يعذبون. تصرفا على نحو لفت الأنظار. قبض عليهما فاعترفا باليمان بالمسيح. جلدا فشجع أحدهما الآخر. لم يذعنا لمشيئة الحاكم و صمدا في موقف تحد فجرى قطع رأسيهما سرا.
✥ القدّيس البارّ ثيوكتيستوس أسقف تشرنيكوف الرّوسي‎ ّ‎‏(+1123 م)‏: ترهّب في لافرا مغاور كييف زمن رئاسة القدّيس ثيودوسيوس.اختير سنة 1103 م، رئيسا للافرا فاستبانت فضائله في سياسة النفوس بتمييز كبير. هو الذي أدخل اسم القدّيس ثيودوسيوس في الاحتفالات الليتورجية. شهد عارفوه لحكمته وحسّه الرعائي. صيّر أسقفا لتشرنيكوف. رقد بسلام في الربّ سنة 1123 م.