Loading...
الرجاء الانتظار قليلاً...
blog-img-1

تاريخ النشر: 03/09/2020, 11:47

القديس مقدونيوس الثاني بطريرك القسطنطينية (+516م)

تحتفل به الكنيسة في: 25 نيسان

لما شاء الإمبراطور البيزنطي أنستاسيوس الأوّل (491 – 518م) أن يتبوّأ العرش، إثر وفاة زينون، أبدى ميلاً صريحاً للدفاع عن الإيمان القويم في وجه أصحاب عقيدة الطبيعة الواحدة. إثباتاً لذلك سلّم البطريرك أوفيموس (+495م) إقراراً إيمانياً أخذ فيه على عاتقه أن لا يمسّ بشيء ما خرج به المجمع المسكوني الرابع الخلقيدوني لجهة التسليم بطبيعتي المسيح. ولكن، ما أن استلم زمام الحكم حتى أماط اللثام عن وجهه ومال إلى مناصري الطبيعة الواحدة. الإقرار الإيماني الذي سبق له أن سلّمه للبطريرك كان يخز ضميره، لذلك حاول أن يستردّه من دون جدوى. فانتهى به الأمر إلى عزل أوفيميوس وتعيين بطريرك جديد هو مقدونيوس الثاني. هذا غير مقدونيوس  الذي ارتبط اسمه بنكران ألوهية الروح القدس، الذي أدانه المجمع المسكوني الثاني.

كان مقدونيوس الثاني يحظى باحترام الشعب لإيمانه القويم ونقاوة سيرته. تركه أنستاسيوس ينعم بالسلام زمناً ثم طالبه بالإعلان الإيماني الذي سبق فوقّعه في أيام سلفه أوفيميوس. أوفيميوس، قبل خروجه إلى المنفى، كان قد سلّم الإعلان أمانة لمقدونيوس. موقف قدّيسنا كان الرفض. حقد عليه أنستاسيوس وحاول النيل منه بكل الطرق الممكنة. تحرّك الشعب القويم، رهباناً ورجالاً ونساء وأولاداً، ونزل إلى الشارع، خلال العام 510 م وهو يصيح: "يا أيها المسيحيون، وقت الشهادة حان. لا نتركنّ أبانا أعزل، تحت رحمة هذا الطاغية غير الجدير بالعرش". إثر ذلك استبدّ  بأنستاسيوس الخوف فاستعدّ للهرب. وقد دعا البطريرك القدّيس إليه بعد أن كان مقاطعاً له، وشاء أن يصالحه، فلم يتردّد مقدونيوس في لومه على انحيازه إلى الهرطقة. لكن، لم يطل الوقت بأنستاسيوس حتى ارتدّ من جديد وأخرج القدّيس من البطريركية عنوة ليُجبره على تسليم الأعمال الأصلية للمجمع الخلقيدوني. هذه كان مقدونيوس قد استودعها مائدة كنيسة الحكمة المقدّسة. فلم يشأ القدّيس أن يُذعن. وبالنتيجة جرّده الإمبراطور من سلطته في 6 آب 511م بعد أن وجّه إليه جملة تهم وافتراءات. في اليوم التالي اندفع الهراطقة إلى داخل كنيسة آجيا صوفيا ليقيموا الخدمة الإلهية فيما كان البطريرك ساجداً يبكي في الزاوية. وقد استيق ليلاً إلى مقدونية ثم نُفي إلى أوخايطا، نظير سلفه، وبعدما لجأ إلى غنغرة رقد بالرب، قتلاً، فيما يُظن، وذلك في 25 نيسان من العام 516م.