القديس نيقفوروس الهدوئي (القرن14م)

القديس نيقفوروس الهدوئي (القرن14م)

أصله إيطالي. ترك الكثلكة ووطنه وعائلته وانتقل إلى القسطنطينية. إثر الوحدة المزعومة مع الكنيسة اللاتينية التي وقّعها الإمبراطور البيزنطي ميخائيل الثامن البليالوغي (مجمع ليون 1274 م)، جرى نفي نيقفوروس. اقتبل الحياة الرهبانية وانتقل إلى جبل آثوس. لسنين طويلة أبدى طاعة فائقة للشيوخ. تروّض على مبادئ الهدوئية المقدّسة التي هي "علم العلوم". أسّس شركة رهبانية صغيرة في إحدى النواحي المعزولة هناك. تركيزه كان على حفظ الفكر والصلاة. لكي يعدّ تلاميذه للجهاد ضد قوى الظلمة، جمع مختارات من حياة الآباء القدّيسين وكتاباتهم حول موضوع: "اليقظة وحفظ القلب والصلاة" وإذ لاحظ أن عدداً من المبتدئين يتعثّرون في ضبط أذهانهم (نوس) ليُصلّوا من دون تشتّت، عرض عليهم طريقة بسيطة مبدئية تتيح لهم أن يجدوا "موضع القلب" وأن يدعوا بانتباه بالاسم المبارك ليسوع المسيح. قبل الكلام على هذه الطريقة أوصاهم أن يسلكوا في حياة هادئة ساكنة، بعيداً عن كل همّ، وأن يكونوا في سلام مع الجميع. في هذا الإطار يدخل الراهب إلى غرفته ويجلس في زاوية ويعمل على جمع ذهنه ثم إدخاله بتنفّسه إلى "موضع القلب". فإذا ما بدا هذا العمل صعباً، في البداية، بسبب عدم ثبات الذهن الذي يتمرّد على مثل هذا الضغط، فإنه، بقوّة العادة، سوف يجد الراهب، بالتدريج، فرحاً لا يوصف بالعودة إلى وتيرة التنفّس في موضع النفس هذا. وسواء بلغ الذهن موضع القلب أو اكتفى بإلصاق انتباهه بالتنفّس فإن عليه ألا يبقي بطّالاً غير فاعل. كما أن عليه أن يلقي عنه كل فكر ليصرخ داخلياً بلا هوادة: "ربّي يسوع المسيح، ارحمني أنا الخاطئ!. هذه الممارسة، بحسب خبرة القدّيس نيقفوروس تفتح للراهب، بصورة أكيدة، موضع القلب. ويتابع قدّيسنا فيقول: بالانتباه المفرح المرغوب فيه سوف تُقبل عليك أجواق الفضائل والحب والفرح والسلام وسواها. وبفضل هذه الفضائل كل طلباتك تأتي إلى أمام ربّنا يسوع المسيح....

من تلاميذ القدّيس نيقفوروس القدّيس ثيولبتوس الفيلادلفي (1250 – 1322) الذي اعتزل في آثوس لاعترافه بالأرثوذكسية. هذا كانت له مساهمته الفعّالة في إشاعة صلاة يسوع بين عامة المؤمنين. وبدوره نقل ثيولبتوس طريقة الصلاة هذه إلى القدّيس غريغوريوس بالاماس (14 تشرين الثاني) الذي أبرز أسسها اللاهوتية وأهميتها المركزية في الروحانية الأرثوذكسية.

رقد القدّيس نيقفوروس بسلام في سن متقدّمة وإن كنّا لا نعرف في أية سنة بالتحديد كان ذلك.