تاريخ النشر: 03/09/2020, 11:47
أصله من اوسط آسيا الصغرى. انضم إلى أحد الديورة باكرا في حياته. جعل نفسه في خدمة الجميع في الدير. غاص في لجّة التواضع معنفا نفسه بالنسك، هذا دفعه في مراقي الثاوريا، أي المعاينة الإلهية. لم يشأ أن يضيع لحظة في الاهتمامات الباطلة، بل شغل نفسه، على الدوام، بذكر الله، لا سيما أثناء الليل حين كان بدأب على الأتعاب والأسهار إلى أن يجد الربّ الإله مقرا في نفسه على صورة ما أنشده مرنّم المزاميرلمّا قال :" إني لن أدخل خباء بيتين ولن أصعد على فراش سريري، ولن أعطي لعيّني نوما ولا لأجفاني نعاسا ولا لصدغيّ راحة حتى أجد مقرّا للربّ ومسكنا لإله يعقوب" (مز 131: 3-5) :3
محبّته المتقدة لله هي التي حدت به، لما حانت ساعة الدفاع عن الإيمان القويم،إلى امتشاق سلاح الاعتراف بإزاء التدابير التي شاءها الأمبرطور البيزنطي لاون الأرمني (813 -820 ) لمحو إكرام الإيقونات وخنق أصوات مكرّميها. ولكن بوشاية المتملّقين المتزلّفين وصغلر المنتفعين المدّاحين بلغ الأمبراطور خبر القدّيس. فما كان منه سوى أن عرّضه للتعذيب إرهابا له وزعزعة لثباته. غير أن الصبر الذي اسبغه عليه الربّ الإله أطفأ حدّة العذابات وثبّت القدّيس في محبة الله والإيمان القويم بالأكثر. مثله كان مثل الحديد المغمسّ بالماء بعد اتقاده بالنار. إثر ذلك نفي إلى إحد جزر أرخبيل الأمراء فأقام في الأسر وعانى أشدّ المعاناة لكنه، هنا أيضا، وجد الحرمان والتجارب، من اجل محبّة المسيح، مصدرا للطيبات، تماما كما اعتاد أن يغرق من التعزيات الإلهية بخوض غمار النسك.
فلما جرى أغتيال الأمبراطور لاون الخامس، أُطلق سراح نيقيفوروس وسائر المعترفين. لكنه بدل أن يعود إلى ديره، توجّه إلى بيثينيا طلبا للعزلة، في مكان مقفر يُعرف باسم سيبازي.
وقد بذل جهودا جبّارة لاستصلاح المكان وتأهيله للسكن. إثر ذلك أخذ العديد من طلاّب الحياة الرهبانية يجتمع إليه منجذبا بإشعاع سيرته المبرورة. كان للجميع صورة حيّة للحياة الرهبانية، يعلّم بصمته اكثر مما يعلّم بأحاديثه الطويلة. ضربت المجاعة في زمانه، تلك الانحاء، فشرع رجل الله يمدّ المستجبرين به بما تيسّر في مخزن الدير من مؤن. وزّع بلا حساب ولم يبال بإمكان نفاذ المؤن وما قد يترتّب، من جراء ذلك، من نتائج على الشركة وإمكان استمرارها. وبنعمة الله لم تنفذ المؤن، لا بل زادت بشكل عجائبي، وهكذا أمكن القدّيس نيقيفوروس أن يساهم، بنعمة الله في نجاة سكان تلك الناحية من المجاعة.
لما حانت ساعة مفارقته الحياة الدنيا أوصى تلاميذه بألا يتراخوا في جهاداتهم الروحية وأن يثبتوا أمناء للوصايا الإلهية والتراث الكنسي المقدّس. ثم رقد ، في الرب، بسلام.
2022-04-29 12:02:00
2021-01-16 16:01:46
2020-12-01 11:42:48
2020-11-13 09:59:05
2020-10-13 10:06:01
2020-10-12 01:45:56
2020-10-12 01:32:41
2020-10-12 01:17:42
2020-10-09 14:11:48
2020-10-06 12:42:51
2020-10-06 11:49:07
2020-10-05 14:15:42
2020-08-11 16:45:56
2020-08-11 15:42:23
2020-08-11 15:26:28