القديس هرموجانيس بطريرك موسكو وكل الروسيا (+1612م)

القديس هرموجانيس بطريرك موسكو وكل الروسيا (+1612م)

عيده اليوم هو عيد إعلان قداسته. عيد رقاده في الكنيسة الروسية هو في 17 شباط. جرى إعلان قداسته في 12 أيار سنة 1913. رأس الخدمة البطريرك الأنطاكي غريغوريوس (حداد) في الكرملين في موسكو بحضور عشرين من رؤساء الكهنة وجموع غفيرة. حين لم تكن قداسته قد أعلنت بعد كان إكرامه بين المؤمنين حياً ويتنامى. اعتبر شفيعاً للأرض الروسية لدى عرش القدير. كان الناس يندفعون عفواً إلى ضريحه حاملين همومهم وأمراضهم وعاهاتهم يسألونه العون وهم موقنون أن صلاته فاعلة عند الله.

لما دنا يوم إعلان قداسته تدفق المؤمنون من كل أنحاء الروسية ليكرموا رفاته المقدسة المودعة في كاتدرائية الرقاد في الكرملين. كانت الصلوات الجنائزية، يومذاك، تتالى دون انقطاع. في مساء إعلان قداسته سارت مسيرة ضخمة حملت إيقونته وإيقونة الراهب ديونيسيوس رادونيج، رفيقه في الجهاد والساعي معه إلى تحرير الروسيا من البولونيين والليتوانيين. عند برج الأجراس المعروف باسم يوحنا الرهيب تهادت راية هائلة، على الطريقة الروسية، عليها هذه الكتابة: افرح أيها الكاهن الشهيد هرموجانيس، الشفيع العظيم للأرض الروسية". مائة ألف شمعة حملها المؤمنون شهادة لقداسة رجل الله وابتهالاً إليه. استمرت السهرانة الليل بطوله وكان في العراء. توزع المؤمنون في أحياء الكرملين. في تلك الليلة سُجلت عجائب عديدة جرت بقديس الله لاسيما أشفية. بعد القداس الإلهي، يوم الأحد (12 أيار 1913)، أقيمت في كل كنائس موسكو صلوات ابتهالية للقديس هرموجانيس وسار الناس إلى الكرملين مع الكهنة والمطارنة وكانوا يرددون: أيها الأب الأسقف القديس هرموجانيس صلّ إلى الله من أجلنا". مذ ذاك أخذ القديس مكانه في الخدمة الليتورجية.

يُذكر أن القديس هرموجانيس نشر إنجيلاً وبعض أجزاء الميناون الشهري، كما طبع كتاباً للقوانين واهتم بالترجمة عن اليونانية وأشرف عليها وعلى التدقيق فيها. كذلك اهتم بطبع الكتب الليتورجية وأنشأ داراً للنشر، وسعى إلى ضبط وتحسين الأداء الترتيلي في الكنيسة كما وحظر على الكهنة كثرة الكلام أثناء الخدم الإلهية وعلى العامة كل ما لا يليق بالخدمة.

إلى ذلك للقديس هرموجانيس أعمال أدبية عدة بينها خبر إيقونة قازان لوالدة الإله وخبر شهداء قازان ومجموعة مقالات تناول فيها موضوعات تختص بالخدم الإلهية.

قيل عنه من قبل معاصريه إنه كان ذا مواهب فذة وعلم غزير، حاد الذهن، مفكراً ممتازاً، عارفاً بدقة بما في الكتب. شغل نفسه بالمكتبات الرهبانية يستمدد من المخطوطات القديمة الكثير من المعطيات التاريخية الثمينة. قالوا عنه إنه كان رجلاً جليلاً، نقي السيرة، راعياً حقانياً لقطيع المسيح، مدافعاً عن الإيمان القويم.

أخيراً بعد جهاد بطولي حظي بإكليل الشهادة.

في سيرته أنه من سلالة الكوزاك. كهن في مدينة قازان. ترهب. رأس دير المخلص في قازان. تسقف سنة 1589 وصار أول متروبوليت لقازان.

أثناء أسقفيته جرى الكشف عن إيقونة قازان سنة 1579. كان يومها كاهناً. وسنة 1594 جمع أخباراً عنها وعن عجائبها. اهتم أيضاً بتعليم التتار. اهتم بذكر الجنود الذين سقطوا في معارك الدفاع عن الأرض الروسية والإيمان المسيحي.بتأثيره أصدر البطريرك أيوب مرسوماً قضى بذكر شهداء قازان في الأول من تشرين الأول من كل عام والصلاة من أجلهم. كما جمع أخبار العديد من قديسي قازان.

سنة 1606 صار بطريركاً لموسكو، ووفق عادة قديمة دخل المدينة على حمار.

نشاط هرموجانيس كبطريرك كان في وقت حرج في تاريخ الروسيا. حافظ على الأرثوذكسية في وجه الكثلكة ودعا الروس المتعاونين مع الغزاة الأجانب، الليتوانيين والبولونيين، لأن يعودوا إلى رشدهم لأنهم إنما يحاربون الله ووالدة الإله والكنيسة الأرثوذكسية المقدسة كما يحاربون إخوتهم. رسائله جعلت الشعب يهب في وجه الغزاة البولونيين الذين أحرقوا موسكو وألقوا القبض بمساعدة بعض الخونة على البطريرك هرموجانيس وسجنوه في دير تشودوف. حوصر البولونيون في الكرملين وتقدمت الميليشيات الروسية. هدد البولونيون البطريرك بالموت إن لم يوعز للميليشيات بالانسحاب. لم يذعن لهم ولم يستسلم لتهديداتهم. بعد تسعة أشهر قضى شهيد الجوع. كان ذلك في 17 شباط سنة 1612م.

أخيراً تحررت الروسيا من الغزاة ودُفن هرموجانيس في دير تشودوف ثم نُقل سنة 1654 إلى كاتدرائية موسكو.

طروبارية القديس هرموجانيس بطريرك موسكو وكل الروسيا باللحن الرابع

لَقَدْ أَظْهَرَتْكَ أَفْعالُ الحَقِّ لِرَعِيَّتِك قانوناً لِلإيمان، وصُورَةً لِلوَداعة ومُعَلِّماً لِلإِمْساك، أَيُّها الأَبُ رَئِيْسُ الكَهَنَةِ هرموجانيس، فَلِذَلِكَ أَحْرَزْتَ بِالتَّواضُعِ الرِّفْعَة وبِالـمَسْكَنَةِ الغِنى، فَتَشَفَّعْ إِلى الـمَسيحِ الإلَه أَنْ يُخَلِّصَ نُفُوسَنا.