Loading...
الرجاء الانتظار قليلاً...
blog-img-1

تاريخ النشر: 03/09/2020, 11:47

القديسون أولبيانوس ورفقته (القرن4م)

تحتفل به الكنيسة في: 29 أيار

خلال حملة الاضطهاد للمسيحيّين في زمن ذيوكليسيانوس قيصر، كلّف حاكم مقاطعة أسيا، المدعو يوليوس سكستوس إيليانوس الكاهنين الوثنيين أغريبينوس وكليمنضوس بالضغط على مسيحي عنّايا، وهي مدينة ساحلية تقع جنوبي أفسس، وإلزامهم بأكل الطعام المقدّم للأوثان في هيكل هيرا والشمس. قبض الوثنيون على أسقف المدينة، أولبيانوس، وحاولوا إخضاعه وآخرين معه للقرار الصادر بالقوّة.

استجوبوه من يكون فأجابهم بصراحة أنه أسقف المسيحيّين في المدينة وراعيهم، وسيبقى كذلك حتى الموت. ثم اعترف أن من يحتقرونه هم لأنه المصلوب هو عون وحماية كل الذين يؤمنون به ابن الله الحيّ، المقدّم ضحية من أجل خلاصنا. ولهذا السبب يحمل المسيحيون اسمه بفخر.

أمام عناد الأسقف وامتناعه عن التضحية للأوثان سلّمه الوثنيون للتعذيب. ثقب الجلادون ظهره وأحشاءه بقضبان حديدية رفيعة محمّاة. لكن أنّة لم تخرج من فمه. كان يتنهّد وحسب ويتطلّع إلى فوق ويقول: "يا أعداء الله، افعلوا بي ما تشاؤون، فإن اللحم فيّ لا يحسّ بشيء، وأنتم أعجز من أن تنالوا من نفسي". أحد معذّبيه هتف: "هذه بلاغة! أتحسب نفسك خيراً منا نحن الذين يخضعون لأوامر قيصر؟" فأجاب القدّيس: "أجل، نختلف كثيراً، فأنتم، بإرادتكم تعبدون الشيطان وعظمته، فيما أعبد أنا يسوع المسيح الذي سوف يأتي ديّاناً للأحياء والأموات. وأن رغبة قلبي الوحيدة ههنا هي أن أثبت وأنمو في الاعتراف باسمه".

وإذ خشي الوثنيون أن يجتذب أولبيانوس بمثاله آخرين، نقلوا إلى الحاكم كذباً أن الموقوف تعرّض للإمبراطور والآلهة بالقدح والذم وأنه يدعو السكّان إلى التمرّد. فبعث الحاكم جنداً لإخضاع أولبيانوس فلم يكن نصيبهم خيراً من نصيب الكهنة الوثنيين.

أخيراً جردّوه من ثيابه وجلدوه بوحشية ثم أوقدوا ناراً خارج المدينة فدخل القدّيس في النار من ذاته معترفاً بالرب يسوع المسيح، فيما أخذت الناس دهشة عظيمة. بعد ذلك جمع المسيحيون عظامه وجعلوها، كالحجارة الثمينة، في موضع قريب صاروا يتردّدون إليه كل سنة محتفلين بذكراه. وإلى أولبيانوس تمّت شهادة ثلاثة من تلاميذه في ذلك الحين: مكدونيوس وسيمفوروس وكليستوس.