تاريخ النشر: 03/09/2020, 11:47
ورد ذكره في سيرة القديس ثيوذولوس الرهّاوي. لكننا أثرنا إيراده منفرداً للتعريف به.
قال عنه البطريرك مكاريوس الزعيم أنه أرضى الله بأعمال حسنة وانتقل إلى الرب بسلام.
معلوماتنا بشأنه تفيد أن القديس ثيوذولوس الرهّاوي بعدما تقدّم في نسكه على العمود سنوات. قضّته رغبة أن يعرف ما إذا كانت طريقة حياته مرضية لله أم لا، فرجى ربّه أن يعرّفه بمن يشبهه في حياة الفضيلة. وإن هي سوى أيام حتى جاءه صوت من السماء أن يذهب إلى دمشق، إلى رجل بار اسمه كورنيليوس. فنزل عن عموده للحال وقصد دمشق. فلما بلغها بحث عن الرجل فوجده لأن كورنيليوس كان معروفاً لتقواه. وإذ دخل إليه سجد لديه فعجب كورنيليوس منه. من هو ليسجد أمامه شيخ ناسك؟! فسأله ثيوذولوس بإلحاح أن يعرّفه بسيرته لمنفعة نفسه، وبالجهد أخبره كورنيليوس أنه لما كان في العالم امتهن المسرح وعاشر المستهترين وسار سيرة ملتوية زماناً ليس بقليل. ثم، فجأة، استبد به وخز الضمير عنيفاً فارتعد من الدينونة العتيدة في اليوم الأخير، ثم عزم على التوبة. وفيما هو متفكّر في ما عساه يفعل بثروته، كيف يوزّعها على الفقراء والمساكين، إذ به يلتقي امرأة بارعة الجمال تستعطي. كان على زوجها دين مقداره أربعمئة مثقال من الذهب. وإذ لم يكن لديه ما يوفيه ألقاه أصحاب الدين في السجن، فهانت زوجته على وجهها حزينة بائسة. فلما عرف كورنيليوس بحالها رقّ لها وأعطاها، لتوّه، كل ما يملك، بما في ذلك ثيابه الثمينة، خشية أن يؤدي بها الحزن إلى اليأس فتُجرّب ببيع جسدها، لتوفي ما كان على زوجها من ديون وتستردّ بيتها. فقط سألها أن تصلّي من أجله، وعلى الأثر انصرف إلى التوبة والنسك. فلما سمع ثيوذولوس بسيرة هذا الأب المفضال شكر الله أنه دلّه عليه وعاد إلى مقرّه مكبراً متعزياً متثبتاً في ما خرج هو نفسه من أجله. ويقال أن الأبوين، كليهما، أكملا سيرتهما مرضيين لله إلى أن انتقلا إليه بسلام.