Loading...
الرجاء الانتظار قليلاً...
blog-img-1

تاريخ النشر: 03/09/2020, 11:47

القديس العظيم في الشهداء أوسطاثيوس وزوجته ثيوبيستي وولديهما أغابيوس وثيوبيستس‎

تحتفل به الكنيسة في: 20 أيلول

كان بلاسيدس - وهذا كان اسم أوسطاتيوس قبل تعرفه بالمسيح - ضابطاً كبيراً في الجيش أيام الإمبراطورين تيطس وترايان.
وكان، نظير كورنيليوس، قائد المئة الذي بشّره الرسول بطرس (أعمال الرسل 10)، رجلاً باراً، كثير الإحسانات، محباً للفقراء. ذهب مرة في رحلة صيد وراء الآيلة والغزلان. وفيما كان جاداً يبحث عن طريدة، إذا بغزال يظهر أمامه فجأة، فأخذ قوسه وشدّ سهمه وهمّ بتسديده. ولكن، فجأة، لمع شيء بين قرني الغزال فترّيث، وأمعن النظر جيداً فرأى هيئة صليب يلمع كالشمس وشخص الرب يسوع المسيح مرتسماً عليه. وإذا بصوت يأتيه قائلاً: بلاسيدس، بلاسيدس، لماذا تطاردني!؟ أنا هو المسيح الذي أنت تكرمه بأعمالك ولا تدري. لقد جئت إلى الأرض وصرت بشراً لأخلّص جنس البشر. لذلك ظهرت لك اليوم لأصطادك بشباك حبي. فوقع بلاسيدس عن حصانه مغشياً عليه. وبقي كذلك بضع ساعات. وما أن استرد وعيه وأخذ يستعد ما جرى له حتى ظهر له الرب يسوع من جديد وتحدّث إليه، فآمن بلاسيدس وقام إلى كاهن علّمه الإنجيل وعمّده هو وأهل بيته. فصار أسمه، من تلك الساعة، أوسطاتيوس، وأسم زوجته ثيوبيستي وولديه أغابيوس وثيوبيستس.


ووصل الخبر إلى ترايان فأمر بمصادرة ممتلكاته. وكان على وشك إلقاء القبض عليه عندما تمكن، بنعمة الله، من التواري.
وشيئاً فشيئاً، كشفت الأيام أن شدائد وضيقات عظيمة كانت تنتظر أوسطاتيوس، كمثل أيوب الصديق في العهد القديم.


ففيما كانت العائلة، التي فرّت في مركب، تهم بمغادرته، إذا بصاحب المركب، الذي كان فظاً شرساً، يخطف ثيوبيستي ويحتفظ بها لنفسه. فأخذ أوسطاتيوس ولديه ومضى حزيناً مغلوباً على أمره. وفيما كان الثلاثة يجتازون نهراً، إذا بأغابيوس وثيوبيستس يقعان بين الوحوش، وينجو أوسطاتيوس. وهكذا وجد أوسطاتيوس نفسه وحيداً وقد خسر كل شيء: مركزه، أملاكه، زوجته، وولديه. صار كأيوب عارياً من كل شيء، حتى من أعزّ من يحب. وحده الإيمان بالرب يسوع حفظه في الرجاء. "الرب أعطى والرب أخذ، فليكن أسم الرب مباركاً". وعلى مدى سنوات طويلة، استقر أوسطاتيوس في قرية من قرى مصر أجيراً، لا يدري بما في العالم ولا يدري العالم به.


وكان يمكن أن تنتهي قصّة أوسطاتيوس على هذا النحو، لكن للرب الإله أحكاماً غير أحكام البشر. فلقد تحرّك البرابرة، في ذلك الزمان، على الإمبراطورية الرومانية، وأخذوا يتهدّدون بعضاً منها، مما أقلق الإمبراطور ترايان قلقاً شديداً، فراح يبحث عن قائد من ذوي الحنكة والشجاعة والخبرة في حروب البرابرة، فلم يجد أحداً يسند إليه المهمة. أخيراً تذكر الإمبراطور الضابط السابق بلاسيدس وسجل بطولاته الحافل وكم من المعارك خاض ضد البرابرة وانتصر، فأخذ يبحث عنه في طول البلاد وعرضها. وتشاء العناية الإلهية أن يهتدي إلى مكانه. فمثل أوسطاتيوس أمام الإمبراطور، وكانت هيئته قد تغيرّت من كثرة ما عانى، فأعاد إليه ألقابه السابقة وممتلكاته وجعله قائداً لحملة جديدة على البرابرة. وقد قبل أوسطاتيوس كل ذلك صاغراً كما لو كان بتدبير من العلّي.


وبالفعل خرج أوسطاتيوس على رأس الجيش وتمكن، بنعمة الله، من البرابرة، وعاد مظفراً.
وكم كان شكره لله عظيماً عندما رأى زوجته وولديه أصحاء معافين في انتظاره. ولكن، كيف ذلك؟! ذاك البربري الذي خطف زوجته مات ميتة شنيعة، وولداه تمكن رعيان من إنقاذهما وحفظهما سالمين. وهكذا كانت تعزية الجميع عظيمة وفرحهم لا يتصوّر.


ولكن، هنا أيضاً، لم تكن هذه نهاية قصة هذه العائلة المباركة بل فصل منها وحسب. فما كادت العائلة تفرح باجتماعها من جديد وتشكر الله عليه حتى مات ترايان وحل أدريانوس محله (117م). وطبعاً كما جرت العادة بعد كل انتصار على أعداء الإمبراطورية، أراد أدريانوس أن يقدّم الشكر للآلهة فدعا قادة جيشه إلى رفع الذبائح للأوثان. وعندما جاء دور أوسطاتيوس امتنع وقال للإمبراطور: إن هذا الانتصار قد تحقّق بقوة الرب يسوع المسيح الذي أؤمن أنا به، لا بقوة هذه الآلهة الحجرية الباطلة. هذا الكلام لم يرق للإمبراطور أدريانوس، بل عدّه عصياناً سافراً، فأمر بأوسطاتيوس وأفراد عائلته، بعدما صادر ممتلكاتهم من جديد، فألقوا في قدر كبير فيه زيت يغلي فأسلموا الروح

 

ملاحظة : تعيد الكنيسة المارونية للقديس و عائلته في مثل هذا اليوم لكن اسمه غير وارد في لائحة الشهجاء في الكنيسة اللاينية .