تاريخ النشر: 03/09/2020, 11:47
زمنُهُ ونشأتُهُ:
ولد القديس ثيوذوروس في زمن الإمبراطور البيزنطي يوستنيانوس قيصر. جاء إلى العالم من زواجٍ غير شرعي, فهو ابن زنى. ربِّته أمِّهُ. ولما صار في سنّ التعليم أرسلتهُ إلى المدرسة فأبدى ميولاً ممتازة للدرس والمعرفة. نخس الإيمان قلب الصبي بتأثر خادم تقي علّمه الصلاة والصوم.
تنسكُهُ:
بالقرب من مسكن ثيوذوروس كانت كنسية على أسم القديس جاورجيوس اللابس الظفر. هناك كان يمضي ثيوذوروس أغلب أوقاته. وقد كان يظهر له القديس جاورجيوس ويشدده في الصلاة والعبادة إلى أن تقدَّم ثيوذوروس بالجهاد والنسك. فكان يمضي أغلب وقته في الصمت والخلوة أمام الله.
في سن الخامسة عشرة, قرر ثيوذوروس أن يمضي حياته في كنيسة القديس جاورجيوس. لهذا, احتفر لنفسه سرداباً دون المذبح حيث رغب أن يقيم في عزلة تامة, من الظهور إلى أحد الشعانين لا يقتات سوى بعض الفاكهة يومي السبت والأحد.
ولكي يجتنب ثيوذوروس الصيت الطيب ويمضي في سلم الفضائل احتفر لنفسه سرداباً حيث بقي متوارياً لا يدري بأمره أحد طيلة سنتين كاملتين. أخيراً تمكنت أمه من اكتشاف مكانه فأعادته إلى كنيسة القديس جاورجيوس كمثل أيوب جديد, تغطيه الجراح التي أستوطن فيها الدود.
كاهناً:
لما عرف أسقف أناستاسيوبوليس بمآثر ثيوذوروس بادر إلى المجيء إليه بسرعة. ومن غير أن يحسب للقوانين الكنسية حساباً أضفىَ عليه الرتب الكنسية, حتَّى الكهنوت. لأنه لا يجوز حرمان شعب الله من بركة رجل كرجل الله ثيوذوروس.
راهباً ورئيساً للأخوية:
مذاك أزداد ثيوذوروس تشدداً في نسكه. حجّ إلى أورشليم على قدميه وزار الأديرة ونسّاك البريَّة واقتبل الثوب الرهباني المقدس في دير الخوزيبا. فلمّا عاد إلى غلاطية قَدِمَ إليه تلميذان وسألاه الانضمام إليه في كنيسة القديس جاورجيوس. هذا وقد تلألأت النعمة في قديس الله كما في موسى آخر فأخذ يشفي المرضىَ ويطرد الشياطين من الذين كانوا يقبلون إليه. وما لبث نسكه أن صار منارةً للعديد من الناس الذين راحوا يُقبِلون ليكونوا في أخويته. مما دفعه لبناء كنيسة حملت اسم رئيس الملائكة ميخائيل. وقد عَيَّن ثيوذوروس تلميذه فيلومينوس على رأس الشركة. أما هو فأستمر في نسكه وتقشّفه.
أسقفاً:
استمر ثيوذوروس على هذه الحال إلى وفاة أسقف أناستاسيوبوليس. يومذاك جاء الكهنة والأعيان إلى متروبوليت أنقرة وطالبو لديه بتعين رجل الله أسقفاً عليهم. إثر ذلك حُمِل ثيوذوروس عنوةً إلى أنقرة حيثُ جرت سيامته.
بقاءُهُ في أسقفيته لم يدم طويلاً. ذلك, بسبب تَوْقِهِ لحياة الهدوء. فبمعونة البطريرك القسطنطيني كيرياكوس والإمبراطور موريق, حقق ثيوذوروس مأربه في استقالته من الأسقفية, والعودة إلى ديره لينعم بالسكون.
فترة بقائه في ديره منَّ الله عليه بنعم وفيرة. فقد كان ينعم بالظهورات الإلهية عليه, كوالدة الإله والقديس جاورجيوس. إضافة إلى نعم الأشفية وطرد الشياطين والتبصر لأمور المستقبل.
رقادُهُ: ذات ليلة ظهر له قديس الله جاورجيوس, وإذ أعطاه عصا دعاه إلى مرافقته في رحلة طويلة. إثر ذلك أشترك في كل خِدم الأسبوع العظيم والفصح بفرح كبير. وما إن حلَّ الأحد الجديد, الذي صادف في تلك السنة (613م) عيد القديس جاورجيوس, حتَّى ودَّع تلاميذه مؤكداً لهم شفاعته لدى الله إذ ما اعتنوا هم بأمرِ خلاصهم ورقد. ألبسوه حلّته الأسقفية فوق الحديد الذي كان على بدنه ولم يكن بإمكانهم نزعه. وبعدما أقاموا سهرانية عيد القديس جاورجيوس التي اختلطت أناشيدها بالأنغام الجنائزية وري ثيوذورس الثرى.
طروبارية القديس تيوذورس السيقي باللحن الرابع |
منذُ عهد الأقمطة عُرفتَ طاهراً متقدّساً، وظهرتَ مملوءاً من المواهب، فأنرتَ العالم بالعجائب الباهرة، وطردتَ محافلَ الأبالسة، يا خادم الإلهيات ثيوذورس، فابتهل إلى الرب من أجلنا. |
منقول من :
2022-04-29 12:02:00
2021-01-16 16:01:46
2020-12-01 11:42:48
2020-11-13 09:59:05
2020-10-13 10:06:01
2020-10-12 01:45:56
2020-10-12 01:32:41
2020-10-12 01:17:42
2020-10-09 14:11:48
2020-10-06 12:42:51
2020-10-06 11:49:07
2020-10-05 14:15:42
2020-08-11 16:45:56
2020-08-11 15:42:23
2020-08-11 15:26:28