تاريخ النشر: 03/09/2020, 11:47
في جوار لامبساكا، في أسيا الصغرى، جرى القبض،خلال اضطهاد الإمبراطور الروماني داكيوس للمسيحيين، على شاب يُدعى بطرس، جميل، ذكي، وبالأحرى مؤمن فاضل، استيق إلى أمام أوبتيمس، والي أسيا, الذي قال له: "ها أنت تعاين مراسيم أمرائنا الذين لا يُقهرون فضحِّ للإلهة فينوس، كما يأمرون". فأجاب بطرس: "استغرب أنك تسعى إلى إقناعي بالتضحية لإمرأة خليعة سيّئة السمعة، تمنعني الحشمة من ذكر أفعالها التي هي من النوع الذي يُعاقب عليها قانونكم". فأمر أوبتيموس بمدِّه على الدولاب وجعل قطعاً خشبية على جسده مثبِّتة بسلاسل حديدية، حتى إذا ما أُطلق الدولاب تكسِّرت عظامه. فحوَّل شهيد المسيح عينيه إلى السماء وقال ببهجة قلب: "أُسبِّحك أيها الرَّب، يسوع المسيح، وأشكرك لأنك أهلتني للصبر قهراً لهذا الطاغي المتوحِّش". فلمّا أدرك أوبتيموس صلابة تصميم بطرس أمر بقطع رأسه. فرقد في الرِّب شهيداً حقيقياً في إيمانه بالرِّب مخلّص البشرية.
بعد ذلك عزم الوالي على الذهاب إلى تراوس، هناك قدّم إليه ثلاثة مسيحيّين : أندراوس وبولس ونيكوماخوس. سألهم من أين أتوا وماذا كان دينهم، فأجابوا بأنهم مسيحيون. فأمر الوالي بأن يضحي نيكوماخوس للآلهة، رفض, فأمر بتعليقه وتعذيبه. فلما كان على وشك أن يلفظ أنفاسه تحت التعذيب، هتف بأنه مستعد للتضحية للآلهة، فأمر الوالي للحال بإنزاله. وما إن قدّم الأضحية للوثن حتى قبض عليه روح خبيث، فسقط على الأرض وضرب رأسه بالأرض بعنف شديد حتى مات.
وكانت واقفة هناك فتاة في السادسة عشرة من عمرها اسمها دينيز، مسيحية هتفت إثر معاينتها لما حدث: "يا لك من شقي
تعيس! لم جلبت على نفسك عذابا أبديا لقاء لحظة من الراحة؟!" فسمع أوبتيموس هذه الكلمات فسأل ما إذا كانت مسيحية فاعترفت بأنها كذلك حقا. فطلب منها أن تضحّي وهدّدها بتعريضها للدعارة وإحراقها حيّة إن لم تفعل، فلم تذعن له ولا خافت من تهديداته. فسلمها إلى رجلين فاسقَين ليفسداها. ولما انتصف الليل فوجئا بشاب نوراني فارتعدا خوفا من منظره وسقطا عند قدمي العذراء القدّيسة. فأقامت الصبيّة الرجلين وطمأنتهما قائلة "إنه حارسي ...".
في اليوم التالي حرّض الوالي أندراوس وبولس على التضحية لدايانا، فامتنعا فأمر بضربهما ثم سلّمهما إلى الجمع وأمر برجمهما. وسمعت دينيز الجلبة، لما أخذ الشعب يرجمهما، فتمكنت من الإفلات من حرّاسها واندفعت إلى المكان الذي كان يجري فيه إعدام القدّيسَين. فأعلم الوالي بكيفية إفلات العذراء ورغبتها في أن تموت مع الشهيدين، فأمر بإبعادها وأن يقطع رأسها بعيدا عنهما وهكذا كان.
ملاحظة: يعيد لهؤلاء القديسين الشهداء في الغرب يوم الخامس عشر من أيار وكذلك لدى السريان وفق الخبر المنسوب الى القديس ايرونيموس.
2022-04-29 12:02:00
2021-01-16 16:01:46
2020-12-01 11:42:48
2020-11-13 09:59:05
2020-10-13 10:06:01
2020-10-12 01:45:56
2020-10-12 01:32:41
2020-10-12 01:17:42
2020-10-09 14:11:48
2020-10-06 12:42:51
2020-10-06 11:49:07
2020-10-05 14:15:42
2020-08-11 16:45:56
2020-08-11 15:42:23
2020-08-11 15:26:28