Loading...
الرجاء الانتظار قليلاً...
blog-img-1

تاريخ النشر: 03/09/2020, 11:47

القديس إرميا النبي (القرن6ق.م)

تحتفل به الكنيسة في: 01 أيار

زمنُ حياته:

من بداية سفر إرميا النبي, يمكننا تحديد زمن حياته على أنه كان في السنة الثالثة عشرة من مُلك يوشيَّا بن آمون ملك يهوذا (إرميا2:1). مما يدل على أن مولده كان عام حوالي 650 ق.م. أما خدمته كنبي لملكة يهوذا فكانت بين عامي 627 ق.م إلى السبي عام 586 ق.م.

هويتُهُ:

هو إرميا ابن الكاهن حَلقيا الذي كان يقيم في عناتوت بأرض سبط بنيامين, التي تبعد عن أورشليم ثلاثة أميال وهي إلى الشمال الشرقي منها.

معنى اسمه:

إرميا, الاسم, فيما يبدو, معناه "الرب يؤسّس" أو "الرب يثبِّت", وقيل لا بل يعني "مرفوع الرب" أو "معين الرب".

نبوأتُهُ:

دعا الرب الإله إرميا, كي يكون رسوله, فيما بين الناس, ولتوصيل كلمته إلى «شعوب وممالك». فكان عمل إرميا تحذيراً, لا لليهود فقط, بل لكل الأمم في العالم, من دينونة الله على الخطيئة.  وكان جواب إرميا: "آه, أيها السيد الرب، إنني لا أعرف ماذا أقول لأنني لا زلت ولداً" (إر6:1). فردَّ عليه الرب قائلاً: "لا تقل إني لستُ سوى ولد, لأنك ستذهب إلى كل من أبعث بك إليه وتنطلق بكل ما آمرك به" (إر7:1). تردد إرميا, أو قل تلكأ, أول الأمر, لأنه خاف الشعب الذي شاء الرب الإله أن يرسله إليه. فجاءه قول الرب: "لا تخف من حضرتهم لأنني أنا معك لأنقذك" (إر8:1). إثر ذلك مدَّ الرب يده ولمس فم إرميا وقال له: "ها أنا أضع كلماتي في فمك. أنظر ها أنا قد وليَّتك على أمم وشعوب لتستأصل وتهدم وتبدد وتقلب وتبني وتغرس" (إر9:1-10).

مهمة إرميا إذا, كانت, أن يواجه بكلمة الله القوية المحذّرة  الديَّانة وشعباً رافضاً تمادى في غيِّه وما عاد يرغب من النبوءات إلا بما يناسب رغائبه. فراج, والحال هذه, سوق الأنبياء الكذبة ولم يشأ الشعب أن يتأدَّب. فكان على إرميا أن يكابد نتائج رفض الشعب لإلهه. بين يد الرب القوية عليه وحسرته على شعبه ونبذ هذا الشعب له استبان إرميا, نبي الألم الكبير, رمزاً وصورةً مهيبةً لمن جاء إلى خاصته وخاصتهُ لم تقبله, على هذا توجع إرميا توجع شعبه وخبر في أحشائه أنات الأرض فهتف: "وا أحشائي, وا أحشائي, إني أتوجع, وا جدران قلبي, قلبي يجيش فيَّ فلا أسكت لأن نفسي سمعت صوت البوق وهتاف القتال. قد نادوا بتحطيم على تحطيم لأن الأرض كُلها دمِّرت" (إر19:4-20). عاين إرميا ما ستؤول إليه الأرض فناح وتحسَّر. "نظرت إلى الجبال فإذ هي ترتجف وجميع التلال تتزعزع. نظرت فلم يكن إنسان, وكل طيور السماء قد انهزمت. نظرت فإذا الجنَّة قد صارت بريَّةً وجميع مُدنها هُدمت من وجه الرب, من وجه اضطرام غضبه" (إ24:4-26).

مقاومته كنبي:

أول  من قاوم إرميا كانوا مواطينه, رجال عناتوت. هدَّدوه. قالوا له: "لا تتنبأ باسم الرب لئلا تموت بأيدينا" (إر21:11). ومن عناتوت ذاع العداء لإرميا وانتشر. أما هو فحفظ الأمانة وألتزم كلمة الرب إلى المنتهى. قال: "قد أقنعتني فاقتنعت. أنت أقوى مني فغلبت... إن قلت سأكفّ عن ذكره ولا أتكلم باسمه بعد, صار كلامه في قلبي كنار محرقة محصورة في عظامي, فأعياني كتمانه وعجزت عن كبته" (إر7:20-9).

إدلاؤهُ بنبوءاته:

إن كلمة الرب جاءته وأمرته, في السنة الرابعة من ملك يهوياقيم, أن يملي بنبوءاته التي كان قد نطق بها, إلى ذلك الحين, فبعث إرميا في طلب باروخ بن نيريا فدوَّنها في درجٍ. وحمل باروخ السفر إلى بيت الرب وقرأ إنذارات الرب على من أتى إليه هناك في يوم الصوم (إر6:36). وبلغ كلام الرب الرؤساء فاستحضروا باروخ فقرأ السفر عليهم فأصابهم الذعر ونقلوا الخبر إلى الملك. فلم يخف الملك ولا أحدٌ من خدامه ولا تابوا, بل شقَّ الملك الكتاب وألقاه في نار الكانون فاحترق بكامله (إر23:26). فعاد الرب وأمر إرميا بكتابته من جديد وزاد عليه إضافات أُخرى. رد فعل الرؤساء لمَّا سمعوا كلام النبوءة أن المدنية ستسلم حتماً إلى جيش ملك بابل لذا قال رؤساء البلاد للملك: "يجب إعدام هذا الرجل لأنه يثبِّط عزيمة المحاربين الباقين في هذه المدنية وعزيمة سائر الشعب" (إر4:38).

هذه النبوءات المدونة في سفر إرميا هي مزيج من التاريخ والشعر والسيرة الذاتية. وكثيراً ما أستخدم إرميا الأسلوب الرمزي لتوصيل رسالته.

رقادُهُ:

أُلقي إرميا, بأمر الرؤساء, وموافقة الملك في جبِّ فيه وحل (إر6:38), لكنَّ خصيّاً أثيوبياً مقيماً في قصر الملك قام بإخراجه منه بإيعاز من الملك وجعله في دار الحرس حيثُ بقي إلى اليوم الذي سقطت فيه أورشليم (إر28:38). قال إرميا للملك صدقيا بعدما أرسل الملك في طلبه فسأله حينها, فأجابه إرميا بعدما أخذ منه الأمان: هذا ما يعلنه الرب الإله له إن استسلم لقواد ملك بابل تنجو نفسك من الموت, ولا تحرق المدنية بالنار. لكن قول الرب لم يُقبل فسقطت أورشليم.

وكان بعد ذلك أن أطلق نبوخذ نصر, ملك بابل, سراح إرميا فكان مع الشعب المتبقي إلى أن انتقلوا إلى مصر وهناك وفق أحد التقليدات, رقد بالرب, بعد أن رُجم من الشعب العبراني الذي لم يُطق أن يسمع صوت الرب بإرميا, فقالوا له: "لن نطيعك في ما خاطتنا به من كلام باسم الرب" (إر16:44).

مدة نبوءتِهِ:

أما امتداد نبوءته فزاد على الأربعين عام. من زمن يوشيا بن آمون إلى بعد سقوط أورشليم ودمارها سنة 586 ق.م.

خاتمة:

إن أردنا تقيم إرميا بمقاييس البشر, نجد أنه فشل فشلاً كبيراً, بالرغم من أنه تكلم بلسان الله طوال أربعين عاماً, ولم يصغِ إليه أحد. وأيضاً لم يكن له: مال ولا أسرة ولا أصدقاء. تنبأ عن خراب الأمة, وعن خراب العاصمة والهيكل. ولكن القادة السياسيين والدينيين لم يستطيعوا قبول نصيحته. فلم يحبوه, ولم يصغوا إليه. كل هذا صار له بالرغم من أنه قد أتم بنجاح عمل الله الذي أعطاه له ليعمله.

          أما بمقاييس الله فكان ناجحاً, لأن الله يقيس أعمالنا بمقاييس الطاعة والأمانة والبر, وإرميا طوال حياته لم يهتم إلا بما يريد الله منه.

 

 

http://www.msgchp.com/daysaint/may/may%20(1).htm