Loading...
الرجاء الانتظار قليلاً...
blog-img-1

تاريخ النشر: 03/09/2020, 11:47

القديس هيلاريون آرل الفرنسي (+449م)

تحتفل به الكنيسة في: 05 أيار

هو من عائلة غنيّة ذات أصل يونانيّ أقامت في البورغونيو أو اللورين. إثر إستكمال دراسته أُسندت إليه إحدى الوظائف المهمّة في الإدارة الأمبراطوريّة. وفي يوم من الأيام وزّع مقتنياته على المحتاجين، وانجذب إلى محبّة الله فترهّب وانضمّ إلى القديس هونوراتوس. ولمّا تسقف هذا الأخير على آرل في السنة 426م تبعه هيلاريون معاونًا في شؤون الرعاية. غير أن حبّه للعزلة طغى عليه فعاد سريعًا إلى الجزيرة الرهبانيّة. بعد وفاة القدّيس هونوراتوس عاد إلى المدينة عنوة حيث بادر الإكليروس والشعب إلى انتخابه أسقفًا عليهم.

عمره يوم صار أسقفًا كان تسعة وعشرين عامًا، غير أن كانت له حكمة الشيوخ ولطافة أبويّة للجميع، وبخاصة الفقراء، ولكي يعينهم كان يعمل بيديه ويبيع كلّ شيء حتّى الأواني المقدّسة ليفدي الأسرى الذين وقعوا في أيدي القبائل الجرمانيّة التي اجتاحت بلاد الغال. يُذكر أن نشاطاته الرعائيّة لم تحل دون استمراره في نسكه كما في شركته في الدير. أمّا هو فأقام في الفقر كمثل سابق عهده.

لمع كخطيب مفوّه وكان يعرف كيف يخاطب العظماء وعامّة الناس في آنٍ واحدٍ. كان يكرز بالحقيقة الإنجيليّة دونما تمويه وخوف من الأقوياء. ولا يتردّد في ترداد الكلام علنًا، لكنّه كان يتوجّه إلى الخطأة بعطف كبير ويحرّك ببكائه دموع التائبين. مبدؤه الكبير كان أن يأتي بكلّ شيء إلى الله وأن يفحص حال نفسه، كما لو كان مستعدًّا أن يُفحص من القاضي الإلهيّ.

هذا وقد ناضل خلال فترة أسقفيته ضد الهرطقات بخاصة البيلاجيانيّة وقد رأس عدّة مجامع وثبّت الإنضباط الكنسيّ وأسّس الكنائس والأديرة ووطّد السلام والمحبّة في جنوب بلاد الغال برمّته.

من كثة الأتعاب التي تجشمها والنسك الذي كابده مرض وهو في الثامنة والأربعين. وبعدما عيّن خلفاً له أسلم روحه لربه في 5 أيار 449م. وقد ورد أنه خلال مراسم دفنه لم تكن تُسمع سوى المزامير ترتل بالعبرية من قبل يهود آرل الذي رغبوا في اكرام القديس هم أيضاً لأن أصوات المسيحين كانت مخنوقة ألماً.